أدباخبار عاجلة

هل تركت القلب

بقلم مصطفى سبتة
هل تركت القلبَ للآلامِ تسكنهُ
ونسيتَ الروح بالأوجاع تختمرُ
هل تحسبيني طائرا متحفزا
كيما أصبر مهجتي لهناء
الحب مرٌّ صبرُهُ أنشودتي
ولقد خبرت المر في غلواء
هيهات أقبل في الغرام عداوة
ممن تصوغ العشق من أنبائي
قد كنت لي بين البرية درة
بل كل ما أرجوه من ادواءِ
والأن أأسف أن أضعت قصائدي
وأضعت عمرا في جحيم هراء
وشدوت من عذب اللحون لأجلها
وحلمت أني مطلق بفضاء
ورسمت من فن اليراع جمالها
حيثُ الخيالُ وفتنةُ الأحياءِ
لكنها بعد اللقاء وعمرنا
جهلت بخفق ضج بالعلياء
أوكلما عادت ببسمة أمسها
لتطيب منها الروح بالأنداء
تأتيك من غضب وتقبض سحنة
وتشيح وجها قبلة الجهلاء
إني عشقتك لا مراء بقولها
يا أنت يا نجماً بكل سماءِ
إني عقدت من المواثق قصة
حملت خيال العشق ضمن ردائي
وسعيت في كل البلاد أسوقها
حتى غدت كالعطر في الأنحاء
ماذا دهاني إذ نسجت خيوطها
كالشرنقات فأوغلت بدمائي
أقرضتها شعرا وكنت سميرها
وأبيت بين السعد والسُّعداء
يا كم أقمت على البكاء يقصني
ووقفت بين قوارع وعداء
وقطعت من أجل الوفاء مدينة
كانت حياة الروح للأحياء
فإذا برد من عمية قلبها
لا لن أعود بهمسة ولقاء
ولقد فصمت عرى الحقيقة مثلما
قطع الذئاب حبالنا بقضاء
فلتذهبي بين المجاهل ربما
حل الخراب فأنت من قرنائي
وتركتَ الأحلام للَّيل تساهرهُ
والجرحُ يحجُّ في القلب ويعتمرُ
هل أرسلتَ عينيكَ لي رسلاً
وصلاتي فيك نوافلاً ووترُ
وتركتَ العينَ للدمعِ شاكيةً
هل هانت لديك الأشواق والعبرُ
وسلوتَ وجداً في الأحداق موطنهُ
يملي كاساته منِّي ويعتصرُ
لم يبقَ للقلبِ طولاً يحيا به مثلَ
أجفان الرَّحمة لمَّا غفوا سهروا
ما أجمل الورد من جنان خدَّيك
يا نجمةً ، يا كلَّ الغيث يا مطرُ
أحبُّ اللهو على شواطيك ويداي
طفلتان كلَّما كبروا صغروا
وجهك إذ ما خاطب سواد الليل
غمامة ولَّت وبان من تحتها قمرُ
قسماً بنعمان ثغرك والمنى
يا كلَّ لوحاتي ، كمنجاتي والوترُ
فاضت الأماني ونسيت شجوني
فبعدك لا يحتويني نهرٌ ولا بحرُ
قد حملت لك الدنيا في عيوني
والجفن وافاك بطاعته والصبرُ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى