أقلام القراءاخبار عاجلةكتاب و مقالات

“نعم …الشارع أبى وأمى “

 بقلم : أمانى أنور حزين
هو من أطعمنى وسقانى ، وألبسنى ثيابة المهلهله ،هو منى وأنا منه ، وجهى وجهه ، لسانى لسانه ، ثيابى ثيابه ، أخلاقى أخلاقه ، أعطانى كل شئ أنا بحاجه إليه منذ الصغر ، ولكن كلابه أكلت أحشائى ، وزبحت برائتى ، أعدم ضحكتى ، يتم طفولتى ، سرق فرشاتى وألوانى قبل أن أصادقهم قبل أن أراهم ، ورغم ذلك …يظل هو أبى وأمى !!! لقد رأيته بعينى المجعده البائسه الصغيره وهو يعدم رفقاتى من الزهور زاهية الألوان .سرق منى كل شئ دون علمى فى مقابل إطعامى فتافيت طعامه المتعفن !!! دائمآ يعنفنى ، يقهرنى ، يذلنى !!! لأنه هو من آوانى .
وعندما أحاول الهروب يكبلنى بقيود من الظلام ، يكبلنى بماضى مؤلم ، مظلم ، شاحب اللون ، دائمآ يخبرنى بأننى إبنه هو فقط ، وإنه لن يستغنى عنى مهما كلفه الأمر ..!!! ..لأنه هو أبى وأمى . دائمآ يخبرنى بأنى ملكه هو ، وأننى عبده هو فقط ، دائمآ يقول لى : ” لا ولن تنسانى آبدآ ، لأن وجهى هو وجهك ، ولسانى هو لسانك ، وثيابى هى ثيابك ، أنا بداخلك وأنت بداخلى ، لن تخرج منى ، ولو إضطريت لقتلك بيدى ..، لأنك أنت منى وأنا منك ” نعم دائمآ يخبرنى بذلك حتى فى أحلامى المظلمه التائهه البائسه أراه وهو يرتدى ثياب من السواد، ممزقه قبيحه ، رائحتها كرائحة الجيف المتعفنه ….!!! نعم ..ورغم ذلك ..يظل هو أبى وأمى .
حقآ أنا ضائع فى غيابات جبه المظلم المخيف ، أترنح فى شوارعه السوداء ، أشتم رائحته من حولى فى كل مكان ..!!! دائمآ أسأل نفسى هل هو أبى وأمى حقآ أم لا ؟!! ..وكيف لى أن أعلم الحقيقه ..!!! وأنا مسلوب الإراده ، مسلوب العقل ، مسلوب الصحه ، مسلوب القلب ، لا أشعر بشئ ، هو يشعر بدلآ منى ..!! هو يضحك بدلآ منى ..!! هو يفكر بدلآ منى ..!! هو يتحدث بدلآ منى ..!! أنا لا شئ بدونه ، هو سيدى ..نعم هو سيدى ، وأنا عبده ،وأنا ملكه هو فقط .” نعم…لأنه هو أبى وأمى”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى