أدب

مَرَّتْ على البَالِ

بقلم مصطفى سبتة

مَرَّتْ على البَالِ أُنثَى كانَتِ البَلَدَا

وكانَتِ الرُّوحَ مِنِّي كانَتِ الجَسَدَا

هجرتُ النومَ مِنْ فَرْطِ اشْــــتِيَاقِي

وَقُلْتُ عَطِشْتُ هَلْ للرُّوحِ سَــاقِي

وَنَامُ النجمُ في حُضْنِ الليـــــــالي

وَغَـابَ النَّـــــومُ عَن هذي الـمآقِي

فَرَدَّتْ أَنْ تَـــعَــــــالَ إِلى عِنَــــاقِي

لَـهِيبُ البُــعْدِ يُـطْـفِـئُهُ التــــــلاقِي

أَنا ما كنتُ أهجــرُ شَـــطرَ روحــي

وكلُّ الروحِ في ذا الشَّــــطرِ باقــي

فَصَــارَ البَدْرُ يَســــمَعُ شَدْوَ قَـلْبِي

فَـرُوحُ الرُّوحِ قَدْ حَـلَّــــتْ وَثـَاقِــي

وعُدتُ أنــامُ في صَـــــدرِ الغَوالـي

وصَــدرُ الليلِ يَشْــكو مِن فراقـــي

أُنثَى على القَلبِ ما زالَت أَصابِعُها

مَرسُومةً لَم يُصَافِح بَعدَها أَحَدَا

لَمَّا تَنَاءَتْ.. تَنَاءَى عَن يَدِي وفَمِي

طَعمُ الحَيَاةِ ولَيلِي عَن غَدِي ابتَعَدَا

مَرَّت على البَالِ لكنْ غيرَ آسفةٍ

على تَناهِيدِ قَلبٍ بَعدَها اتَّقَدا

كانَت إِذا الشَّوقُ أَلْقَى جَمرَهُ بدَمِي

أَلقَت على الشَّوقِ خَدًّا بارِدًا ويَدَا

أَوقُلتُ جُودِي بِوَصلٍ في صَباحِ غَدٍ

مِن كُلِّ دانٍ ونَاءٍ عِطرُها احتَشَدَا

كَم كُنتُ أَحسُدُنَفسِي إِن ظَفِرتُ بها

وبَينَ جَنبَيَّ نَفسٌ تَحسُدُ الحَسَدَا

واليَومَ أَهفُو إِلَيها وهي لاهِيَةٌ

عنّي وأَشكُو كَأُمٍّ ضَيَّعَت وَلَدَا

أَشكُو ضَيَاعِي، وقَلبي مُمسِكٌ بِيَدِي

شَوقًا إِلَيّ وشَوقًا لِلذي فَقَدَا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى