أقلام القراء

مشهد تاريخي 

مقتل مدير عام ام انتحار ..ايهما أقرب

بقلم – محمد فواز أحمد خليل 

قرأت مشاهد تاريخية عديدة من الأدب الروسي و لكن لم يتبادر إلى ذهني و يستحوذ علي عقلي الا مشاهد مؤامرات راسبوتين الرجل الورع التقي كما أشيع عنه الذي استطاع بحيل النفاق و التظاهر بالورع الوصول أولا إلي قلوب الناس و كسب ودهم بل و الترشح الي أعلي المناصب بالقصر الملكي حتي وصل إلي درجة مدير عام القصر . فقد امتلك راسبوتين حيل المكر و الدهاء و الخداع التي تمكنه من ارتكاب كافة الجرائم بحنكة و حرفية مذهلة للانتقام من كافة الشرفاء و استطاع بفضل تلك الحيل فعلا أن يقضي علي عزيمة الشرفاء و النيل من وحدتهم حتي دب اليأس بينهم و اقتنعوا ببقاء الباطل المتمثل في راسبوتين.

فاستطاع راسبوتين في فترة وجيزة للغاية أن يمتلك مفاصل القصر الملكي بأكمله و اصبح صديق كل وجهاء القوم و اصبح يملك حاشية كبيرة توطد و تثبت وضعه أكثر و أكثر في القصر الملكي لدرجة أنه أصبح لا يقوي عليه أحد نعم إنه مدير عام القصر الملكي .

من هنا بدأ راسبوتين عصر جديد ضد كل من يقف ضده أو يفكر أو يحاول أن يفكر أن يقف ضد رغبة أو إرادة راسبوتين

الذي استطاع بفضل تمكنه من أدواته و هي الحيل و المكر و استغلال سلطته و نفوذه و قربه من رجال صناعة القرار بالقصر و امتلاكه مفاتيح القانون بالقصر فهو الحاكم الأمر الناهي المشرع للقوانين بالقصر بفضل قربه من صناع القرار و الحاشية و الشللية التي نال ثقتهم داخل القصر أن يفعل ما يريد وقتما يريد فلا سلطة للقانون عليه لأنه هو أصبح القانون في عصره.

هكذا بدأ راسبوتين رحلة الانتقام و تصفية الحسابات ضد الشرفاء تارة بتلفيق التهم لشخوص بعينهم أنهم فاسدين و تارة بأنهم يقومون بالحصول علي الأموال نظير خدمة الشعب مع أنه هو من جمع ثروته بتلك الطريقة و تارة باتهام آخرين بأنهم من مثيري الشغب و أنهم ضد حكم القصر الملكي و تارة بتدبير جرائم تصل إلي حد القتل و الاغتيالات ضد أصحاب القلم الحر في ذلك الوقت الذين اكتشفوا مكر و خداع و زيف راسبوتين للسلطة الحاكمة بالقصر و الشعب فكل من تجرأ قلمه و كتب ليكشف فساد راسبوتين ذاق من كأس انتقام راسبوتين .

أصبح راسبوتين بفضل امتلاكه لكافة مقاليد السلطة و القانون معروف عند الشعب بأنه هو مدير عام القصر . في هذا القصر يحارب راسبوتين بكل قواه أن يحافظ علي ما وصل إليه و أنه علي أتم استعداد أن يطأ بقدمه علي كل القيم و الاخلاق النبيلة بل و التعاقد مع الشيطان إن لم يكن هو الشيطان نفسه للنيل من كافه الشرفاء الذين يتخذهم راسبوتين أعداء له غير مبالي باي سلطة أخري فوقية بالقصر .فالقانون الذي يحاكم و يجلد به راسبوتين الناس هو نفسه القانون الذي يحميه و يخول له كل السلطات للنيل و القضاء علي أعدائه من الشرفاء . فلا تستعجلوا النهاية فراسبوتين مدير عام القصر جاءت ساعاته أو نهايته ليختار ما بين أن يقتل بيد الشرفاء أو أن ينتحر فماذا سيختار راسبوتين … التاريخ سيذكر النهاية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى