تحقيقات و تقارير

محمد العمدة يكتب : أوقفوا مـدرسة البلـطجه وتخريب مصر

إن هذا اللعين الدخيل علينا أصبح ظاهرة وواقع مؤسف في شوارع مصر وانتشر بشكل كبير في المناطق العشوائية وغير العشوائية ولم تعد مشكلته في انتشار جرائم وحوادث السرقة والخطف في المجتمع فقط بل أصبح وسيلة آمنة لكثير من المجرمين لارتكاب جرائمهم ولا أحد يستطيع أن يتقصى تحركاته أو حتى يميزه عن غيره اتكلم هُنا عن هذا المُخرب الصغير الذي بدأ يظهر في مصر منذ عام 1995م وزادت معه معظم أشكال الجريمة ولم يكن قانون المرور يسمح بترخيصه واستمر بهذا الشكل حتى عام 2008 لكنه منح بعض الصلاحيات للمحافظين ووفقا للاحتياجات بتحديد عدد مركبات التوك توك التي يسمح بترخيصها وألوانها وخطوط السير وتعريفة الركوبة الخاصة بها حيث أن مصر بها ما لا يقل عن ٥ مليون توك توك، حصل منهم 275 ألف توك توك على تراخيص بما يقدر بنحو 9%وهذا الأمر مسألة مجتمعية هامة جدا لا يجب أن تتصدى له قوات الشرطة بمفردهاوبالتالي فإن الدولة المصرية بدأت بالتصدي لهذه المسألة بعدة إجراءات، أولها جعل ترخيص التوك توك من المنبع والمصدر والإنتاج وحظر استيراد تكاتك كاملة ولن يتم ترخيص مصانع جديدة، لتقليل إنتاجه في مصر» مايقارب على 5 ملايين توك توك تقضي على الحرفيين.
وأنّ المشكلة الحقيقية وراء التوك توك، تكمن في ضياع أكثر من حرفة وتعرضها للاندثار نتيجة اتجاه الشباب ممن لم ينالوا حظهم من التعليم إلى تلك الوسيلة لجلب الرزق ولم يعد هناك اهتمام أو تجاه كثير من الحرف التي كانت هي الوجهة الرئيسية للعمل إن ضاعت فرص التعليم، متابعًا: «أين حرفة زخرفة الخشب والنحاس والمشغولات اليدوية وصناعة السبح والأختام وغيرها، أين تلك الحرف البسيطة التي شكلت الإنسان المصري، التي تعبر عن هويته وحفظها من الاختلاط مع الهويات والثقافات الأخرى، والتي كانت في وقت من الأوقات ترفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية؟ هل تنازلنا عن كل ذلك مقابل التوكتوك؟ هل نستسلم ونرضى بأن يكون لدينا 5 ملايين توك توك تمحي 5 ملايين حرفي . التوك توك كارثة تهدد الحضارة المصرية وأطالب الدولة بسرعة التدخل لحل تلك الأزمة، التي قد تكون كارثة في وقت ليس بالبعيد حال إهمالها، ومن الممكن أن تقضي على روح وهوية وحضارة مصرليس من المقبول أبدا أن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي أمام تلك الظاهرة التي تغطي على المظهر الحضاري الذي يسعى ويحارب من أجله الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي قام بطفرة عمرانية لا يمكن لأحد أن ينكرها لبناء جمهورية جديدة وحضارية يفتخر بها كل مواطن على أرض مصر».

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى