أدباخبار عاجلة

ليه الدنيا لاخير فيها

بقلم مصطفى سبتة
من العجيب كيف ينجو من الردى
من ذاق طعم الوجد حتى صدى
فإن قدمت له النصح ما في حدا
وإن وضحت له أمره فما اهتدى
بل ترى وقتك يضيع معه سدى
ثم يشكو بعدها ما عدا وما بدا
نصحته بالأمس فما مد لك يدا
ردها عنادا لا استجاب ولا أبدى
والعجيب تراه يصبر على العدا
ولا تراه صابرا على بعد المدى
وصال قلب الحبيب كقطر الندى
بكلمة ستراه طرب وترنم وشدى
ثم إن فاض على الجوارج جدى
كرما وحنانا وعطفا اليوم وغدا
هي الحياة لا غيرها عذاب
تعطي الأمل وتحرق بالغياب
لا راحة فيها كلها عجب العجاب
تغريك في مغرياتها وتغلق الباب
هي كالعنكبوت تنسج الشباك
فتسقط من يغر وتصليه العذاب
هي تلك الفاتنة تحب الشباب
فيها متاع ونشوة ما لذ وطاب
فإذا لم تحترس منها تقتل كالذباب
فحذاري خداعها كفاس حطاب
تقطع ولا تقطع إلا الأخشاب
فتسوق الغرام فيها. للنار أحطاب
عجباً لمن يركض زخلف كذاب
هي كالمهرة الشاردة في الغاب
تفتن بجمالها غرور فصل الخطاب
يا حسرتي على سواد آخره شاب
يروم المنى في غفلة ولا تاب
هي هكذا جميلة تعطي نعق الغراب
فاتخذ لذتها منك وقت ما أستطاب
لا خير فيها إلا لمن وعى وهرب
فما الجليد تجده إلا بالنار ذاب
يا قارئ الحروف كم في الكتاب
تجمع النصائح سطور لأُولي الألباب
فخذ حذرك نصحي قبل الإقتراب
فهي ساعة مسرعة بعدها خراب
لا تمهلك وقتاً إذا مرت الدواب
وحط القلم ورفع آخر الكتاب
هناك أعلنت ساعة الحساب
فما جنيت منها غير الأحباب
إن شدوا على يديك بالدعاء
عندها فقط تجد برد الشراب
فياسامعي عدإلى الخالق الوهاب
وتب إليه عسى أن يغفر ذنبك
قبل أن يرمى عليك التراب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى