أدباخبار عاجلة

لا أنسى

منير الحاج

نعم عندما كنتُ طفلا كنت لا أجد مالا كي أشترى حلوى ، وحقيبتي كانت خالية من النقود والأقلام الجميلة كزميلي ماجد ، لطالما تمنيت أن أشتري فستانا ورديا كصديقتي روان التي أخبرتني أنها ستعمل حفلة كبيرة يوم عيد ميلادها وحين تحوز على المركز الثاني كالعادة ، نعم كنت أحصل على المركز الأول حينها تمنيت الحصول على المركز الثاني علني أستطيع عمل حفلة بمناسبة النجاح والتميز ولم أكن حينها أعرف أنني أفضل منها مستوى لكنه الفقر كان عائقا عن رسم سعادتي والابتسامة…

كبرت وكبر الحزن بداخلي وبات رفيقي في كراستي والفقر ، حتى أن أناملي كرهت القلم وعباراتي كلها تحت مسمى لا انسى ملتني وملت الحياة التي أعيش فيها بمرارة وحزن كبير ، كبرت وكبرت صديقتي والتقت بحلمها وفارس أحلامها على أرض الواقع ، ووجدت حلمي أحرفا باكية على بياض متهالك…

وها أنا بعد زهى ستين عاما أقف عارية من الأحلام ، متجردة من السعادة لا أنسى كل ما مر بي من ألم وقهر وسط هذا العالم الكئيب ولم يعد في كراستي سوى عبارة تبا للأحلام المبعثرة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى