أدباخبار عاجلة

كيف يرتوي الظمآن

بقلم مصطفى سبتة
نظرت إلى جســدها في المرآة.
فشاهدت مظاهر حسنها النادر
فاستخفت بشأن كل من حولها
حتى لو امتثلوا امتثال الصاغـر
وتجبرت ورفضت طاعة أمرهم
كـتجــبر القـوي المتكــبر الجــائر
لم تجدفيهم من يمنح شعورها
لطفاً و حناناً مــن نبعــه الـزاخر
فــانصرفت عن كل قلــب خائـر
و إبتعدت عن كـل وجدان حائر
حتى تلاقـتْ ذات مساء بشاعر
ثائر يحمل محياه ملامح مغامر
حطم قيودها وتحدى المألوف
ونظرفي عيناها بجنون مخاطر
رأت فيه فتى أحلامها وتأججت
مشاعرها من شعورهِ المتطايرِ
لكن تري من بالكــون جميعـهم
لا يثمنون هـذا الجمال الساحـرِ
فبـات يصونـها و يدعــها حــرة
كبريق لـم يحجبـه أســـر الأسـرِ
فنظرت له نضرة إكبار و إجلال
و نظر إليها وكأنها ملاك طائرِ
واطلق عليها أسم حبة القلب
فغدت تكـن له جميل المشاعرِ
دنت منه لا انفصال ولا اتصـال
قائلة خلق الجمال لهذا الشاعر
و راحت تداعـب أوتــار عـودهـا
تحركت مشاعره بقــدرة القادر
مشرقة المحـيا في طرفها حور
فحـدث بلا حرج عن تلك المأثر
فرض عليه طرفها حديث هوى
فتبخترت مهجته بأهداب بواتـر
لا يرتوي قلبه منهـــا كلـمــا رنت
و كيف يرتوي الظمآن بالنواظر
حاورها بلسان مشتاق فاحمرت
الوجنات وراحت تعبث بالضفائر
و أستمر ببديع الأشعـار يتحفهـا
والشعر قديفجر أدمع بالمحاجر
و حين تأكدت أنه بات في خطر
و الشوق يطعـن قلبه بالخناجـر
تبسمت و بدا الرضاعلى وجهها
والثغر فاض بدرر دونها بالدفاتر
من جمال الوصال كأنه في جنة
قطوفها دانية ومتعددة المناظر
يالها من صدفة دائما يحن اليها
لم تزل عالقة ذكرياتها بالخـاطر
جاد الزمان عليه الليله بتكرارهـا
فبات ينظم لها عقد من جواهر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى