اخبار عاجلةكتاب و مقالات

قضبان الحياة

يسرى عبدالله راشد

على تلال الزهر هناك صوت جميل للحياة مليئ بالأمل والتفاؤل ممزوج بالحب ..
ربما نجد أنفسنا أحياناً في سطور خاطرة إنكتبت لكاتب مجهول ، أو في فنجان قهوة في صباح بارد نسماته لطيفه ، يتخلله صوت فيروز الجميل ، بل في لحن أغنية كلماتها حركت إحدى طقوس المشاعر فينا
هناك نجد أنفسنا ، على شواطئ الذكريات ترسوا أحلامنا قد يكون الطريق إليها متعب لكنا نبَحُر في الطريق لأننا نعلم أن لذة الوصول المفعم بالمعاناة لذيذ حقاً ،
لنترك جانب اليأس
ونرى إشراقة الشمس الدافئة نستعيد فيها لطافة ذكريات .. ك حبٍ كنا نرى فيه آمال الحياة ، وصديق رافقنا خطانا ، وشخص عابر رسم على قلوبنا إبتسامة نبعت من توهج قلبه المضيء ، نعود للخلف نعانق شعور أول أغنية ظننا أنها رسالة لنا ، نستعيد إحساسها ،
والمكان الذي جمعنا مع تلك الأحاسيس ،
نتذكر طفولتنا البريئة ، نملأ حياتنا بأحلامنا وطموحاتنا عازمين النجاح والوصول إلى الهدف وإن كنا نتعثر كثيرا بالصعوبات نقرر جمعها ونصنع سلم النجاح .
نجمع خيبات الماضي في حقيبة مقفلة مكتوب على بابها حكم ودروس تمنحنا القوة
نزرع في كل ممر مررنا فيه وردة لعلها تفوح برائحة زكية تخلق الأمل لمن يعبرون نفس طريقنا ، ..
لا بأس بأن تكون حياتنا بسبطة ك إبتسامة إرتسمت على شفاة طفل أحظر له والده قطعةحلوى لذيذة ، و مغامرة شبابية كالذين يتسلقون الجبال الشاهقة مرتدين مضلة الهواء تقيهم قليلاً من السقوط ،
لا نعيش حياة بائسة كعجوز أفنى حياته في صنع عصا يتكئ عليها وحالما كٌسرت توقف عن الوقوف والمشي ، أو إمرأة مسنة سقط طقم أسنانها الإصطناعي فقررت التوقف عن الأكل ، ..
لنضع لحياتنا خطط وأفكار جميلة ، مبدعة ، لاننهزم لأننا وجدنا من ينبذنا بل ننافس للفوز ، ولاتنهار بناية أهدافنا لمجرد أن أحدهم القى على نافذة من نوافذنا بموقف أو كلمة ، بل نأخذها عثرة نعلو بها
ولانستسلم لأننا سقطنا ، بل نجعل سقوطنا سجود وحمد لله ،
فالحياة قضبان وخلف القضبان هناك الكثير من الأشياء .
فمثلاً خلف القضبان هناك طفل يبحث عن لقمة يسد بها جوعه و شاب أصبح سجين أحلامه ، وآخر سجين حب ،
زهناك فتاة سجينة قصص ذكريات وروايات زواج ونصيب وأسرة ، وآخرى أسيرة الطموح والتفوق ،
هناك عجوز أسير الحياة يبحث عن رعاية ، وهناك أحلام أسيرة لم تتحقق بعد وأهداف لم نصل إليها ،
خلف القضبان لم يكن فقط سجين سميت حدائد سجنة بقضبان لأنه أُتهم بقضية ما ..
بل نحن جميعنا أسيرون خلف قضبان أنفسنا كل شخص بما يملي عليه فكره .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى