أدباخبار عاجلة

فَضْلُ الأمومةِ

بقلم مصطفى سبتة
عَـلِـمْـتُ مُـؤَخَّـرًا بِـوَفَــاةِ أُمٍّ
لَهَا فَضْلُ الْأُمُـوْمَـةِ بَعْدَ أُمِّيْ
تَـتَـبـسـمُ الـسَّـاعـاتُ حـيـنَ أراهـا
ويـطـيـبُ لـى يا سَـادتـى لُـقـيَـاها
وأذوبُ لـكــنـى أُحـاول جـاهــداً
أنْ لا أَبــوحَ أمَــامَـهــا بــهَــواهـا
أرنُــوا لـهـا فـى رِقـةٍ وعُــذوبَــةٍ
وأغـارُ مِـن عـيـنى عـلى رؤيَـاهـا
وأُحــبُـــهــا حُـــبــاً إذا وزَّعــتُــهُ
مَــلأ الـحـيَـاةً مَـحــبَّـةً وكَـفَـاهـا
وأَخَـالُـهـا تدرى بـكُـل لـواعِـجى
لـكـنَّهـا مِـن لُـطـفِـهـا تـخــشَـاهـا
وأنا إُجـابـهُ لوعَـتى فـى قُـربِـهـا
وأغـيبُ عـن وَعـيى هُـناك ورَاها
مـاذا أقــولُ لـهـا أتـعــلَــمُ أنَّـنى
طَيـرٌ أُحلـقُ فـى بـديـعِ سَـمَـاهـا
لـولاجـنَـاحـاىّ الـلـذان يُـرفـرِفـا
مِن أجـلِـهـا ما لاحـظتْ عَـيـنَاها
لـولا أغـارِيـدى الـتـى أَنـشـدتُهـا
مادَغـدَغَـتْ مِـن خوفِـهانَشَـواها
لولاجُنُوحى حين يُكـسَرُخَاطِرى
فى حُـضـنِـها ما داعـبَتْ كـفَّـاهَا
هِـيَ وَالْـلَـهِ ذَاْتُ بَـلَاْءِ سُـقْـمٍ
صَـبُـورٌ قَـلْـبُـهَـاْ وَقَـلِـيْـلُ ذَمِّ
سَخَـاءُ الْـيَـدِّ مَـوْفُـورٌ لَدَيْهَـاْ
فَكمْ ذُقْتُ الْفَطِيْرَ جَرَىْ بِدَمِّيْ
وَتُرْسِلُ مِنْ طُيُوْرٍ طَاْزِجَاْتٍ
لَـنَـاْ فَـالـدَّاْرُ ضَجَّتْ بِالـتَّسَـمِّ
وَإِذْ كَـاْنَـتْ تُجَاْلِسُنَـاْ بِـأَرْضٍ
نَـرَىْ خَـيْـرًا بِـوَفْـرٍ دُوْنَ زَمِّ
فَـقَـدْ جَاْلَسْتُهَـاْ فَـرَحًـاْ لِـنَهْـلٍ
نَضِيْـرٌ وَجْهُهَـاْ مِـثْـلُ الْأَشَـمِّ
إِذَاْكَ نَظَـرْتُهَـاْ يَـرتَـدُّ طَـرْفٌ
لِهَيْبَـةِ رَسْمِـهَـاْ نَحْـوَ الـتَّـغَـمِّ
تُذَاْكِـرُ وِرْدَهَـاْ فِيْ كُـلِّ وَقْـتٍ
مِـنَ الْآيَـاْتِ وَالـذِّكْـرِ الْأَعَـمِّ
لَهَـاْ سِمَـةٌ تَـدُلُّ عَلَى الصَّلَاْحِ
وَفِـيْـرٌ عِـنْـدَهَـاْ مِقْـيَـاْسُ كَـمِّ
فَـصَبْـرٌ آلَ بَـيْــتٍ مِـنْ فُـرَاْقٍ
لَـهَـاْ عِـيْـدٌ فَـيَاْ سَـعْـدَ الْـمُتِـمِّ
فَـوَسِّـعْ مُـدْخَـلًا يَـاْخَـيْـرَ لَاْقٍ
وَآَنِسْ وَحْشَةَ الْقَـبْرِ الْـمُضِمِّ
وَبَـدِّلْ دَاْرَهَــاْ بِـدِيَــاْرِ قَـصْـدٍ
وَبَــدِّلْ مُــرَّهَــاْ حُـلْـوًاْ بِـفَــمِّ
وَأَبْـدِلْـهَــاْ إلَـهِـيْ خَـيْــرَ وَلَــدٍ
فَكَمْ أيِمَتْ وَعَاْشَتْ فِيْ تَـيَـمِّ
وَزَوِّجْهَاْ بِـصَبْـرٍ بَـعْــلَ خَـيْـرٍ
تُـجَـاْلِـسَـهُ بِـجَـنَّـاْتِ ةالـتَّـنَـمِّ
سَـلَاْمٌ فَـاْضَ مِـنْ قَلْـبِي إِلَـيْـكِ
مُـحَـمِّـلَـهُ بِـشَـوْقٍ دُوْنَ غَـمِّ
فَـلَـمْ أَبْـكِ عَـلَـيْـكِ قَطْـرَ عَيْـنٍ
لِمَـاْ سَتَرِيْنَ مِـنْ خَيْرٍ فَهِمِّيْ
وحِيْنَ تَكَلَّمَـتْ نَـجْـوَاْكِ عَـنْـكِ
أرَاْهَـاْ قَـدْ أزَاْلَـتْ كُـلَّ هَــمِّ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى