أدب

فكيف أكتمُ أشواقي

بقلم مصطفى سبتة

لا أوحش الله مـمـن لستُ أذكرهـم

إلا وصـرتُ كـمـثل الـشّـارب الثَّمِـل

يا سـادة صـيّـرونـي فـي محّـبـتـهم

أَهـيـمُ وُجـداًولاأصـغـى إلـى العذلِ

أسـائلُ الـــريــحَ عنهم كلّما عَــبـرَت

وأسألُ الرّكـبَ هل مـرّوا على الإبلِ

أسـتـودعُ الله أحبـابـاً عَلـقـتُ بـهـم

وَصرتُ أهواهم في الأعصـُرِ الأوَلِ

محبّة قـد سَــرَت فـي كــلّ جـارحةٍ

مني فـمـا لـي عـنـهـم قط مـن بدل

العشق يَشرق من القلب فأخلع أوجاعكَ

وأسجدفأنكَ بمحراب الغرام والهوى

‏فكيف أكتمُ أشواقي وبي كلفٌ

تكاد من مسِّهِ الأحشاءُ تنشعِبُ

فاهجر لنفسك إن اردت وصالنا

واغضب عليها إن اردت رضانا

يا ساكنين رياض أنـس المـؤنس

يا رافلـين. بخـضرها والـسندس

يا من ملابـسهم بهـا إسـتبرق

إن الصبابة في هواكم ملبـسي

حبيب قلبي يطول فيـك سهادي

والشوق عانق بالـجوى والوادي

لم أسل يوما عــن أحبايا فإنهم

شمس الـمعارف إنجلت بفؤادي

فيا حادي الـركب عرج نحو حيـهم

فلقياهم تالله فـيه كل أعيادي

أرى السعي حقا فـي رحابهم

شفاء سقم لـي فاسعى ونادي

ففي حبهم كان الــعناء مطيتي

وهجر المضاجع حتي نفدنا عوادي

هم نصب عيني مادام بالحياة نفس

بين الضلوع وفي مكنون أكبادي

مزقت أثواب الـــحياة حال نشوتي

ورددت آهــات سرت بفؤادي

والروح قد سبحت فـي بحر حبهم

نورا تجلى فكان مـحو الصادي

فأدركت ما هم عليه مـن الوفا

وغدوت مسرورا بنيل مـرادي

في جمعهم مجلى لكــل سريرة

فالسُكر فيهم نشوتي وشهادي

لله جودوا علي بنظرة يـا ساداتي

يـُشفى بها الصب المعـنى الرادي

في هواكم القلب يخشع والـــعين

تدمع والروح تنزع وهذا مرادي

فهواكم خفقان قلبي جلوته فنحول

جسمي لنزع روحي عين مرادي

أحببت فيكم كـلَّ شيء سادتي

حتى سلوت الكلَّ مــن روادي

فذقت شهدالرضا في حان صفوكم

والحال رق لــشامخ الأطواد

وشموس معرفة سرت في هيكلي

فحق يقيني مثــبتا إشهادي

فحال الأحبة محجب عــن منكر

لفيض الإله متوجا لـعبادي

أقصد حماهم طالبا رضــاهم

فهم الحياة بعينها ةوالـزاد

لا حياة بـــعد حياتهم ترجى

وديارهم أكرم بها مـن وادي

بباب عزهم قــف متذللا

مُسدل الطرف راعيــا لوداد ِ

فهم غياث للـضعيف ونجدة

وسفينة تنجي فـي يوم الميعاد ِ

سفن النجا ل كل من جاء طالبا

يرجو الحمى مستشفعا بالهادي

فبحقهم يا ربي كـن عونا لنا

وحصنا مـن الآفات والحساد ِ

ويا ربي متعنا بهـم وبآلهم

فـهم الهداة بل كعبة الـقصاد

أوَدُّ لـو زارنـي فـي النّـــوم طَـيـفُهُم

لأستريحَ مــن الأوصـاب والـوجَــل

فهم حياتي وهم سمعي وهم بصري

وهم مراديَ من قـبـل انقـضـا أجلي

لا فارقت مَسمعي أخـبـارُهـم أبـــداً

فالـقـلبُ من نأيهـم في غاية الشُّغَلِ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى