اخبار عاجلة

فاستبقوا الخيرات

كتبت / آمال مصطفى

في يوم حزين من أيام قريتي التي خيم عليها الحزن لقتل أحد أبنائها الطيبين بشهادة الجميع ذهبت لأشارك أهله واجب العزاء وأردت أن أذهب في النهار كي أذهب لزيارة قبر أمي وأبي وأخي ومن عادتي أن أذهب أنا وزوجي ونمتطي سيارتنا وإذا بي اقول له أريد ان أركب القطار بل أصريت على ذلك ولا أعلم لماذا !!!!

مع العلم أن اليوم كان حارا جدا وكنا في وقت الظهيرة ولكن لا أدري ما سبب إصراري المهم اتفقت وزوجي على ذلك وذهبت لانتظار القطار الذي هو وسيلتي المفضلة اشعر بالسعادة فيه فلربما يذكرني بأيام الصبا والشباب حيث كان الوسيلة الوحيدة آنذاك

جلست بجانب النافذة في العربة الأولى تراودني الذكريات وإذا بي أرى مشهدا لم أره من قبل مشهد جعلني أصاب بمشاعر متباينة هل انا فخورة !!
هل أنا مندهشة !!
هل أنا سعيدة !!

هل انا حزينة !!
لا ادري رأيت بأم عيني رجلا ذا ملامح مريحة إذا نظرت إليه أحسست انه منك له نبرة صوت مميزة ذات نغمة حزينة وجهه باسم ينطق الصدق هذا الرجل يحمل في يد حقيبة ملآى بالزجاجات واليد الأخرى تحمل ايضا زجاجات مياة مثلجة

وينادي :
” اللي عايز مية ساقعة ببلاش ” في البداية أصابني الذهول وقلت في قرارة نفسي صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

حين قال : “الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين” ولكن لن يمر الامر بسلام أصابني الفضول في مقتل وأصررت على التحدث إليه ذهب من امامي وعاد وذهب مرة آخرى وعاد ثم جلس بالقرب مني أتخذت قراري وذهبت إليه وجلست امامه واخذت التحدث معه زاده الكلام جمالا إذا بي ارى رجلا يتكلم بطيبة ونقاء وصفاء وبساطة وصلت سريعا لقلبي وأود ان أعلمكم سرا أنني أعاني من الحاسة السادسة اقرا من أمامي بسهولة قرأته ورأيت فيه ماليس في غيره تحدث معي بسلاسة وبساطة عندما بادرته بسؤالي :

هو لسه في ناس طيبين كدا ؟؟
انت ليه بتعمل كدا ؟؟
تحدثنا دقائق ولكن كانت بمثابة دروس رائعة في عمل الخير الذي هو من أنبل المقاصد وأسمى الغايات التي يسعى الإنسان إليها وبها تسمو إنسانيته ويتشبه بالملائكة ويتحلى بأخلاق الأنبياء والصادقين وأي خير أفضل من سقى الماء

فيا أيها الراغب في البر والأجر وبذل المعروف والخير سابق إلى الصدقات الجارية عن الآباء والأمهات والبنين والبنات والأنفس والذوات

واعلم أن من أعظم الصدقات: سقي الماء وإجراؤه فهو من أفضل الأعمال جاء سعد بن عبادة رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: «نعم»، قلت: فأي الصدقة أفضل؟
قال: «سَقْيُ الْمَاء»

أيها الراغبون المسارعون في الخير المتسابقون في الخيرات عمي محمود موجود دائما في قطار الثانية والنصف ظهرا طريق السنطة – محلة روح ولو أردتم تطوير مشروعه الخيري بدعمه الدائم بالأكواب حتى نمنع العدوى وتفشي الأمراض وبعض أكياس القمامة حتى يضع فيها الشارب الكوب بعد تناوله

يا باغي الخير أقبل
جزى الله عمي محمود خيرا وجزاكم وجزانا الله خير الجزاء

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى