أقلام القراءاخبار عاجلةالمرأة والطفلكتاب و مقالات

غرس الآداب العامة للمجتمع

بقلم/ أحمد علي

في البداية نحن نعلم جيدا أن تربية الأبناء هي بمثابة غرس غريزة من الغرائز الأساسية التي وضعها الله عز وجل في نفوس البشر، 
حيث يقوم جميع البشر باختلاف أجناسهم وأعراقهم ودياناتهم بتربية أبنائهم، فالهدف من التربية هو تنشئة الأبناء تنشئة صحيحة من خلال تعليمهم العادات والتقاليد،

أما عن تربية الأبناء في الإسلام فنجد أن لها ضوابط شرعية
، وتضمن تلك الضوابط الوعي الكامل بأسس الثواب والعقاب، بالإضافة إلى الاهتمام بالتعليم في جميع أشكال العلوم ،

كما أن للتربية الإسلامية هدف خاص، وهو تنشئة الأبناء بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، مدركين لأحكام العبادات وتقوى الله والإخلاص له في كل الأقوال والأعمال.

لذلك نجد أن خصائص تربية الأبناء في الإسلام تتبين في دور المربي ولذلك يعد المُربي سواء كان الأب او الام او أي شخص مسئول هو أساس عملية التربية؛
فمن خلاله يكتسب الأبناء المعارف والعادات، ونحن نعلم جيدا أنه كلما كانت العلاقة وطيدة بين الأب وأبنائه، زاد شعور الأبناء بالثقة في النفس والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في أوقات المحن، كما أن الأبناء لن يستقيموا إلا باستقامة الأب، فالأب السوي هو الذي يربي أبناءه على القيم الإسلامية، والابتعاد عن الرذائل والفواحش.

والاهتمام بجانب الثواب والعقاب هو من الاساسيات
حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يثيب على أصحابه باستعمال كلمات بسيطة وغير متكلفة،
ولهذا يجب على الوالدين الاهتمام بهذا الجانب لدى أطفالهم، وتحفيزهم عند قيامهم بعمل الأشياء الصحيحة والصالحة، ولكن دون إثابة جميع الأبناء بنفس الطريقة، فنحن نعلم أن كل طفل هناك ما يشجعه ويفرحه و يختلف عن غيره من الأطفال، أما مبدأ العقاب فيجب تطبيقه بحرص وإدراك كبيرين، سواء كان نوع العقاب مادياً أو معنوياً، فلا ينبغي ضرب الأبناء قبل بلوغ العشرة أعوام.

وتعليم العقيدة منذ الصغر هي من أهم خصائص تربية الأبناء في الإسلام، وتعليم المنهج الديني الصحيح الذي ينشأ عليه الأبناء، وتعويدهم على العادات الإسلامية، والالتزام بآدابه؛ ونجدها دائما في كل شئ مثل: طريقة تناول الطعام والشراب، وصعود السيارة، من خلال رسم سلوك إسلامي صالح، وتنمية حب النظافة والإيمان والوفاء والصدق في نفوس الأبناء، فيصبح الخير أصيلاً في نفوسهم، ونحن نعلم جيدا أن أصلح أوقات تعليم العقيدة للأبناء هي خلال السنواتُ الأولى من عمرهم، ويتم ذلك من خلال التلقين، وأولُ ما يلقّن للأبناء كلمة التوحيد.

وتعليم الأبناء الصلاة لأننا نعلم أن الصلاة هي عمود الدين، والركن الأساسي من أركانه، ولهذا يجب أن تزرع في نفوس الأبناء محبة الله ومخافته في السر والعلن، ولهذا يجب تحبيب الأبناء بالصلاة، وحثهم عليها، مثل أخذهم للمسجد عند موعد الصلاة، أو رواية القصص عن الصحابة وكيف حافظوا على صلاتهم. وتعليمهم الأخلاقيات في التعامل و من المفيد جداً إخبار الأبناء عن قصص أخلاقيات الأنبياء والصحابة في التعامل مع الناس، وقصص نبي الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع أهل بيته، فتربية الأبناء على الأخلاق الحميدة وغرس العقائد المنهجية المتعلقة بكيفية التعامل مع الأصحاب والرفقاء من أسس التربية الإسلامية، والحرص على تعليمهم حسن التصرف. وهذا كله يصب في بوتقة الآداب العامة الصحيحة للمجتمع…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى