كتاب و مقالات

غباء بلا حدود

بقلم / كواعب أحمد البراهمي

لم أكن أعتقد أن الأطماع تجعل الإنسان يتخلي عن القيم والمبادئ , بل ويستبيح القتل والتدمير علي مستوي الدول لأنه في الواقع البشري موجود ولكن بصفات فردية أوعشائرية.
ولكن في هذا الزمن في القرن الواحد والعشرين , وبعد أن تخطينا مراحل الإحتلال الأجنبي والإستعمار الذي عانت منه أغلب .الدول العربية , يعود مرة أخري في ثوب جديد أو بمعني أدق في ثوب حقير من دول تعد نفسها دولا متقدمة ولكنها تسعي لتدمير دول لا تربط بينها وبينها أية روابط أيا كان العائد المادي الذي سيعود عليها فذلك يخالف المنطق العقل ويدل علي الغباء.
عندما بدأ الربيع العربي ( ربيع القتل والتدمير في الدول العربية ) لم يكن المقصود منه تغيير حكومات لصالح الشعوب , وإن كانت الشعوب قد خدعت بالعبارات المزيفة , والمصطلحات الرنانة .
و أعتلي الحكم فئة أعتقد البعض أنها تقصد خيرا , ولكن الله وحده حفظ مصر من ذلك التقسيم الذي كان مزمعا القيام به , ولا زال في ذاكرتي قيام تلك الجماعة بإعداد ميليشيات مدربة عسكريا لتكون في حماية الحاكم وذلك هو الظاهر من الأمر.
ولكن الواقع كان يراد تفكيك الجيش وجعله فصائل تتناحر ضد بعضها البعض , و يقتل المصريين بعضهم البعض مثلما يحدث حاليا في ليبيا وسوريا واليمن .
فقد إنقسمت هذه البلاد إلي قسمين يقتل بعضهما البعض ثم أتضحت الرؤيا واضحة جلية لكل ذي نظر . فقد قام أردوغان بدخول سوريا يريد إحتلالها , وقتل الأكراد – الأكراد المسلمين السنة الذين لم يأذوه , ولم يؤذوا بلاده ولا جنوده ولا شعبه.
وها هو ذا الآن يريد أن يحتل ليبيا لنهب ثرواتها بعد أن ساعد هو وغيره في إنقسام شعبها وإنقسام جيشها . هكذا هي الوضاعة , أن تجعل أخوين يقتتلان من أجل أن تحتل بيتهم أو تأخذ خيرات أرضهم .
إن السياسة الحالية لدولة تركيا و التي توضح النية المبيتة في السيطرة , وفي الطمع في ملك الغير ستكون هي القاضية عليها وعلي رئيسها بإذن الله .
فكم من دول كانت عظيمة لا تغرب عن ممالكها الشمس , تقهقرت أمام جبروت الشعوب , وكم من دول صغيرة حكمت ودام حكمها وحافظت علي إستقلالها وأرضها .
إن الذي يحز في النفس أن إسرائيل والتي تعتبر العدو الأول لم تفعل مثلما فعلت دولة تدعي أنها دولة إسلامية , تلك الدولة لم تحاول أن تنقذ شعب فلسطين ولا تريد محاربة الغرب ولكنها تريد إضعاف الدول العربية وتفتيتها .
أنت تحكم دولة تدعي أنها إسلامية ولكن قوانينك تبيح الشذوذ وزواج المثليين والدعارة وشرب الخمر , أي دين أنت تدين به , وأي إسلام يحكم تصرفك .
والأغرب العربي الذي أعطاه الله دولة حجرة وصالة ولا تعد في عداد المساحات للدول فكان أميرا ولكنه طغي وتجبر وأستعمل المال الذي أعطاه الله له في مساندة الظلم , وفي حماية الطغاة والخونة , ولا أدري من أين أتي بكل هذه الكراهية للدول العربية المحيطة به , و ما الذي يجعله يجند أمواله وإعلامه من أجل الهجوم عليها .
أما الأكثر غرابة فهو بعض المصريين الذين يتمنون سقوط بلدهم , ويكرهون لها القوة , ويكرهون لها السلام , فبأي دين أنتم تدينون , أين منكم حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم .( من مات دون أرضه فهو شهيد ) .
إن الله الذي ارسل لمصر من ينقذها من التقسيم والضياع هو الله الذي يحميها دائما ويقصم ظهر من أراد بها سوءا .
إن مصر ستظل أبد الدهر حاملة لواء الحق , غير معتدية , ولا متجبرة , ولكنها قادرة علي حماية أرضها ومياهها وثرواتها , وإن التقدم الذي تشهده حاليا لهو فضل من الله عليها , ليعلم الجميع أن الذي يريدها بسوء يرتد كيده في نحره , ولا ينالها منه شيئا .
مصر التي قامت قبل أن تنشأ الممالك , ومصر التي بقيت بعد أن سقطت الممالك .مصر أخناتون وموسي ويوسف عليهما السلام , مصر سيدنا عيسي وأمنا هاجر . مصر الحضارات مجتمعة , والعراقة و لن يهزمها عواء كلاب في البرية , مصر أبقي وستظل , مصر التي قال عنها الله سبحانه وتعالي ( إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين )

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى