أدباخبار عاجلةكتاب و مقالات

عيد الميلاد

بقلم / كواعب أحمد البراهمي
عيد الميلاد منذ أيام كان بداية السنة الميلادية الجديدة ,والتي تؤرخ للتقويم الميلادي في العالم . ومع كل عام ميلادي جديد , يتم إرسال فيديوهات علي وسائل التواصل الإجتماعي من بعض الذين يقولون علي أنفسهم أنهم علماء أو مجتهدين . وهذه الفيديوها تتناول الحديث عن مولد سيدنا عيسي عليه وعلي أمه السلام , لتخبرنا لنا أن مولد سيدنا عيسي لم يكن في الشتاء , وبالرغم من أن مولد سيدنا عيسي تقريبا في الخامس والعشرين من يناير , وأن في مصر يحتفلون به في السابع من يناير , فكل ذلك لا يعنيني من حيث التوقيت في ميلاد سيدنا . ولكن ما يعنيني هو لماذا هؤلاء الناس يتناولون تلك الفيديوهات وينشرونها وهي لا تقدم ولا تؤخر من ناحية الإيمان به حسبما أمرنا الله في القرآنالكريم , فلن يحاسبنا الله علي ما جاء به سيدنا عيسي ولا علي إحتفالنا بموعد مولده . وأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقد تم التأريخ لميلاده بأنه في العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل عام خمسمائة وواحد وسبعين من هذا التقويم الميلادي . ولم يذكر لنا حديث عن موعد ميلاد سيدنا عيسي . ولكن هؤلاء لا اعرف ما هو الداعي لتلك الفيديوهات والتي لا تفيد لنا ولا تضر بالنسبة لهم , ولكنهم يريدون أن يقولوا أن مولده كان في شهر يوليو مثلا أو في الصيف ويستندون علي ذلك أن السيدة مريم أكلت البلح الرطب فور ولادتها . كما ورد في القرآن ., حيث قال الله تعالي ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ) – ونجدهم قد تركوا المعجزة الأكبر في ولادة سيدنا عيسي بدون أب له , وأنه نفخه من روح الله , ونسوا المعجزة الثانية وهي كيف لإمرأة ما زالت في حالة الوضع والنفاس ولا تقوي علي فعل شيئا تستطيع هز النخلة , و أمسكوا في كيف أن النخلة تطرح بالشتاء , ليقولوا أن هذا الموعد فيه كذب أو أنه غير صحيح , فكيف تؤمنون بوجود سيدنا عيسى بلا أب و لا تكمل المعجزة ويتساقط الرطب في الشتاء طالما أستطاعت السيدة مريم النفساء هز جذع الشجرة . لماذا لا نترك الأمر لمن هم مؤمنين به وتحديد مواعيد إحتفالهم أليسوا أسبق منا في معرفة مولد سيدنا عيسي أليسوا شاهدوا ما حدث فتناقلوه متواترا عن بعضهم البعض , الغريب أننا نعترف بعيد ميلاد رمسيس الثاني ويوم مولده ويوم جلوسه علي العرش ,وهو أسبق من سيدنا عيسي بمئات السنين . و نصنع فيديوهات وننشرها من أجل التشكيك في مولد سيدنا عيسي والذي لن يسألنا الله عنه , الأفضل أن نهتم بما أمرنا الله به , وما نهانا عنه , نهتم بما يقوي عقيدتنا ونعمل بما جاء بالقرآن والسنة , حقا لشئ مخجل أن ينشغل بعض من يطلق عليهم العلماء بتلك الأمور والتي لا هدف منها سوي التراشق والتباغض ويتركون الأهم والمهم في تنوير الناس وتبصيرهم بما جاء به دينهم وما فرضه عليهم فأي علم يعملون به ؟ نسأل الله الهداية . . وكل عام وأنتم بخير –

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى