عندما يحب الرجل 

كتبت مريم حبيب
عندما يقع الرجل في الحب تتغير حياته وكأنما أصيب بصاعقة وتشتعل النار فيه . بدأ للمرة الأولى في حياته يهتم بشخص آخر غير نفسه ويكون محفزا بأقصى قدراته لكي ما يكون في خدمة غيره . وخاصة عندما ينال قبول ولو بنظرة خاطفة من المرأة تقول فيها يمكن أن تكون أنت الشخص الذي يجعلني سعيدة . فعندما ينفتح قلبه، هذه النظرة تشجعه على الإقتراب . حينئذ يشعر بثقة تامة في نفسه على أنه قادر على إحداث تغييرات جذرية، وحين يعطي الفرصة ليثبت إمكانياته، يعبر عن ذاته كأفضل ما تكون.
فقط عندما يشعر بأنه لا يستطيع النجاح ينكص راجعا إلي أسلوبه الأناني القديم .
عندما يقع في الحب يبدأ في الاهتمام بالآخر بقدر ما يهتم بنفسه ، ويصبح فجأة طليقا من أغلال كونه محفزا فقط بل يصبح حرا ليمنح غيره ، ليس لهدف شخصي ، ولكن نتيجة لاهتمامه . أنه يعيڜ رضا شريكته وكأنه رضاه الشخصي. ويمكن بسهولة أن يحتمل أي مشقة ليجعلها سعيدة لأن سعادتها تجعله سعيدا ، فهو مزود بطاقة لهدف أعلي .
أنه يمكن أن يقنع في شبابه برعاية نفسه وحده، ولكن حين ينضج لا يعود الإشباع الذاتي مرضيا ، وليشعر بالرضا يجب أن يعيش حياته محفزا بالحب . وكونه محفزا ليعطي بهذه الطريقة الاختيارية غير الأنانية يحرره من قصور الإشباع الذاتي الخالي من الاهتمام بالآخرين. وبالرغم من أنه لا يزال يحتاج إلي أن يتلقى الحب، فإن أعظم ما يحتاجه هو منح الحب.
معظم الرجال ليسوا فقط جائعين لمنح الحب بل إنهم يموتون جوعا له . وأكبر مشاكلهم أنهم لا يدرون عظمة ما يفتقدون. إنهم نادراً ما شاهدوا والديهم ينجحون في إرضاء أمهاتهم عن طريق البذل . ونتيجة لذلك فإنهم لا يدرون أن مصدر إشباع رئيسيا بالنسبة للرجل يمكن أن يأتي عن طريق العطاء . وعندما تفشل علاقاته يجد نفسه مكتئبا ويتوقف عن الرعاية ولا يدري سبب اكتئابه. وحبنها ينسحب من أقاربه وأصدقائه ويبقى في وحدة .
كل هذا وهو لا يدري أنه توقف عن البذل لأنه لا يشعر أن أحدا يحتاج إليه .
ولا يدري أنه بالحصول على شخص يحتاج إليه ، يمكنه أن ينفض عنه اكتئابه ويصبح محفزا من جديد .
حين لا يشعر الرجل أنه يحدث أثرا إيجابيا في حياة شخص آخر ، فإنه من الصعب عليه أن يستمر في الاهتمام بنفسه وبعلاقاته . ومن الصعب أن يكون محفزا عندما لا يحتاج إليه أحد.
وليصبح محفزا مرة أخرى فإنه يحتاج إلى أن يشعر بأنه مقدر حق قدره ، وموثوق به ، ومقبول .