اخبار عاجلةكتاب و مقالات

عصر الرقيق وعصر الصديق وشهوة الوصول

بقلم : عماد الدين العيطة

من أشكال الرق أن الشخص يصبح عامل سخرة عندما يطالب بالعمل كوسيلة لسداد قرض حصل عليه أو يضطر للعمل مقابل مبلغ زهيد جداً من المال أو من دون أجرة وغالباً ما يكون ذلك لفترة ما من الزمن ، وقد عرف أنه فى عصر الرقيق يباع الشخص من قبل مالكه عندما يفقد صلاحيته فى العمل أو أن يصبح دون فائدة لكن فى كل الأحوال فإن الرق لهم ثمن عند بيعهم سواء كان الثمن باهظاً أو زهيداً

أما فى عصرنا هذا عصر المصالح المتبادلة عصر اللاعواطف واللا مشاعر ، عصر تاهت فيه القلوب بين عقول إنشغلت بأحداث كثيرة متزاحمة حتى إختفى فيها الوفاء بين الإخوة والأصدقاء فأصبح أكثر الناس تنتظر ماسوف يقدمه الصديق للصديق فإن لم يكن عطاء فسوف يفقد صفة الصديق ويتنازل عنه الأخر بمنتهى البساطة ليكون أرخص من الرق فالرقيق يتنازل عنها صاحبها بمقابل ، أما يباع بشكل أخر يشبه بيع الرقيق لكنه على شكل مقايضة فترى أخاً يبيع أخاه لمصلحة ما أو لخلاف على إرث أو ما شابه ونرى صديق يبيع صديقه لكسب مصلحة له مع شخص أخر حتى فى مجال العمل الوظيفى أو العمل العام فالكثير يبيع الكثير للوصول إلى مناصب أعلى لينتهى مع شهوة الوصول عصر الزمالة ، لقد أصبح المجتمع إلا من رحم ربى يأخذ شكلاً من أشكال الرق ولكن بشكل أخر يختلف عنه فى أن من ليس له فائدة يتم بيعه بثمن أو بدون ثمن ويقال : أن ليس له دية

لست فى دهشة مما يحدث لعلمى التام بأن البعد عن قواعد الدين له عقاب ، فالله سبحانه أمرنا بالترابط والإعتصام فقال : “ولا تفرقوا” ولأننا خالفنا فتفرقنا إلا من رحم ربى فالإسلام والأديان قد نهت عن الرق ولكن الكثير فى مجتمعنا مازالوا يتعاملون بينهم وبين البعض معاملة الرقيق

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى