متابعة : طارق عاشور
تصحيح المفاهيم الغذائية الخاطئة ورفع الوعي بمعايير الغذاء الصحي هما هدفا مركز النيل للإعلام بقنا من خلال عقد ندوة تثقيفية عن (( السلوكيات الغذائية السليمة )) بالتزامن مع شهر رمضان الكريم . وتشرفت الندوة بحضور د/ مصطفي أحمد عوض الله ــ أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة ــ وعميد كلية التربية النوعية بقنا.
بدأ اللقاء بكلمة السيدة / فاطمة عبده ــ مدير مجمع إعلام قنا ــ التي أشارت إلى ضرورة توافر الثقافة الغذائية السليمة في مواجهة الظواهر السلبية الجديدة التي تعتمد على التباهي بتناول الوجبات الجاهزة الغير مضمونة المصدر بما يمثل خطراً على الصحة . وأكدت أن مهارة ربة المنزل تكفل لها ولأسرتها غذاء صحي إلى جانب إمكانية استغلال هذه المهارات في عمل صناعات غذائية صغيرة تدر بحاً عليها وتساعد في توفير النفقات .
وأشار د/ مصطفى عوض الله إلى بعض العادات الغذائية الخاطئة ومنها خلط اللبن بمشروب الكاكاو , أو تناول عيش السن مع كوب اللبن , والاعتماد على الوجبات السريعة الجاهزة , والاعتقاد الخاطئ بأهمية المواد الغازية في عملية الهضم , والإكثار من تناول الفاكهة كنوع من الاعتقاد بأن السكر الطبيعي غير ضار , وأخيراً إتباع نظام غذائي خاطئ للتخسيس يقتصر على تناول أطعمة بعينها دون أخرى .
وأكد ضيف الندوة على أن التلوث البيئي أدى بدوره إلى تلوث الغذاء وما استتبع ذلك من تراجع معدلات الخصوبة لدى الجنسين , منوهاً إلى مسئولية أولياء الأمور في الحفاظ على جيل المستقبل من أمراض سوء التغذية وما يتبعها من ضعف المناعة بعد سن الأربعين .
وينصح د/ مصطفى عوض الله بأهمية الحركة المستمرة وبذل المجهود إلى جانب ضبط الغذاء من حيث (( الجودة والنوع )) في إشارة إلى خطأ المفهوم القديم بأن تناول الغذاء مع ممارسة الرياضة هو الطريق إلى الجسم السليم , ولكن الخبراء قاموا بتصحيح المفهوم بضرورة أن الغذاء متنوع العناصر الغذائية , وبكميات يحتاجها الجسم , ومطابق لمواصفات السلامة والجودة .
وأوضح الضيف الفائدة العظمى لتناول كوب ماء ساخن على الريق , أو إضافة الليمون والكركم وخل التفاح وزيت الزيتون إليه . مع ضرورة توافر مثل هذه المواد وغيرها كالقرفة والبابريكا وخبز الشوفان واعتبارها من لوازم كل بيت .
وبمناسبة شهر الصوم نوه الضيف إلى أهمية الزبادي كمهضم لاحتوائها على حامض اللاكتيك , وكمية كالسيوم أكبر من الموجودة باللبن . والاهتمام ببعض الأغذية مثل السبانخ ( بها مواد مضادة للأكسدة ) , والخميرة ( لإمداد الجسم بالفسفور ) , والإكثار من الفواكه والخضروات والمكسرات .
وحذر د/ مصطفى عوض الله من الإكثار من استعمال الردة المصاحبة للخبز الأسمر ؛ نظراً لاحتوائها على حامض الفايتيك الذي يتحد مع الكالسيوم ويحوله لمادة غير غذائية لا يستفيد منها الجسم . كذلك حذر من الاعتماد على طبق السلطة كنوع من النظام الغذائي لعدم احتوائها على مواد تمد الجسم بالطاقة اللازمة له , واحتوائها في الغالب على الفيتامينات فقط . وشدد على ضرورة تجنب الإكثار من استعمال السكر في التحلية بما يؤدي إلى إجهاد البنكرياس والتقليل من كفاءته . مؤكداً أنها تقليل السكر مسألة تعود لن يعاني منها الفرد بمرور الوقت لوجود حلمات تذوق باللسان تكون قد استساغت السكر القليل وتعودت عليه .
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن كل جسم له احتياجاته الغذائية الخاصة التي تتفق مع طبيعته ( حسب السن والجنس ومدى الإصابة بالأمراض ) حيث أن مرضى السكر أنفسهم ليس لهم نفس الاحتياجات المتشابهة وبالتالي لا تنطبق عليهم نفس الموانع . إلى جانب الاعتماد على المشروبات الطبيعية على مائدة الإفطار الرمضانية مثل الدوم والخروب والعرقسوس وغيرها دون الاستعانة بالمشروبات المعلبة أو السائلة التي تقتصر على الألوان والنكهات الصناعية دون احتوائها على قيمة غذائية .