أدبكتاب و مقالات

صفارة قطار الحب …..!!

بقلم المفكر الموسوعي العالمي
الدكتور المفكر محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

متابعة :روعة محسن الدندن

أمتار قليلة بين بيته وبين محطة القطار , تلك المسافة القصيرة جعلته يحفظ مواعيد القطارات القادم والمسافر , فضلاً عن جرس المحطة النحاسي الكبير الذي يصرح للقطار الإنطلاق .

أما صفارة القطار كانت تُطلق مع أزيز عجلات القطار , و ينطلق القطار تركاً خلفه بخاراً ودخاناً وكأنه يُلقي خلفه الماضي من محطات الزمن على أرصفة الحياة .
صاحبنا عاش مع القطار في صباه تمنى ان يحصل على قطار كهربائي يلهو به مع أقرانه وأتربه من الصبية .

القطار بالنسبة له هو الماضي والحاضر والمستقبل .
القطار هو الحياة .
وما الحياة إلا في قطار
قطار العمر في محطات الزمن .
صاحبنا أصبح وأمسى جزءاً من القطار
في الصباح والمساء .
في الذهاب والإياب
القطار بالنسبة له برلمان كبير , فيه من كل الأعمار والثقافات والمهن .
القطار خلطة عبقرية لاتُكرر في محتواها
القطار لوحة سيريالية مثل لوحات دافنشي أو سلفادور دالي
مقطوعة موسيقية عبقرية بين الكوميديا والدراما
ركاب يصعدون و ينزلون .
القطار أحياناً يكتظ بالمسافرين
وأحياناً وديع خالي من البشر .
حياة صاحبنا كانت كذلك , مثل القطار
كل يوم كان قطار حياته يطلق صفارته و بينما البخار يصعد من القاطرة في كف القدر
كان القدر قاسياً عليه
رغم زحام القطار لم يتوقف قطار حياته قط على محطة الحب .
بل لم يعرف الحب طريقاً إلى قطاره .
كان ينتظر تلك اللحظة التي ينتظر فيها النور الذي ينير حياته وقلبه .
نور الحب ….أو حب من نور .
ومرت قاطرة العمر في طريقها المعهود
تعبر الحدود والسدود
والقاطرة تأكل القضبان بكل مهارة وبيان .
القطار يسير على قضبان القدر .
وما أدرك ما القدر ؟
حينما تفر صفحات العمربسرعة , وربما وتقف أو لا تقف على صفحة الحب .
نعم محطة الحب التي لم يراها من قبل .
كان يحلم بالحب الذي لم يتذوقه
لم يعرف طعمه .
صعدت هي في قطار حياته , كان يعرفها , وكانت تعرفه
كلاهما يعرف الأخر .
صعدت بكل أحزانها وأتراحها
هي الأخرى لم تتذوق طعم الحب ولو مرة في حياتها
كانت تعيش وحيدة في هذا العالم
بين زفير الماضي وشهيق الحاضر
حياة جامدة قاسية
فقدت الأمل في لقاء الحب
بل كانت تتهم نفسها أنها غير محظوظة
بل كانت تحاول أن تقنع نفسها أنها سيئة الطالع
هل يخاطب الحب قلبها ؟
صراع بين قلبها وعقلها .
وهاهو الحب يطرق بابها
الحب الذي تنتظره طوال العمر
قالت في نفسها : هذا هو حبيبي
وردد في نفسه ها هي حبيبتي .
لقد أحس كلاهما بنور الحب يضئ قلببيهما .
لم تصدق نفسها أنها تقف على شاطئ نهر الحب .
حاولت الفرار , ولكن هيهات ثم هيهات أن يفر أحدهما من قدره .
وصرح كلاهما للأخر بالحب .
بينما بدأ القطار يتحرك ويُطلق صفارته .
أسرعا جرياً وراء قطار الحب حتى صعداً سوياً في أخر عربة
نظر إلى نور وجه حبيبته الذي اضاء حياته .
وقالا سوياً في نفس واحد لقد لحقنا بقطار الحب .
ومضياً سوياً والقطار ينطلق نحو السعادة
ونحو المستقبل بينما مازال جرس المحطة يدق وصقارة القطار تبدد صمت الحياة .
دكتور / محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب المثقفين العرب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى