اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريرتعليم و تكنولوجيامتابعات

شخصية اليوم الدكتور إسماعيل معتوق

كتبت / سماح سعدمحمد

أول المنادين بإنشاء جامعة جنوب الوادي وكان له الفضل في إنشاء كوبري قنا (كوبري دندرة) وإنشاء مصنع الغزل والعديد من المدارس وكان برلمانيا مخضرما سخر كل جهده لخدمة القنائيين، إنه إسماعيل معتوق.
ولد إسماعيل معتوق في السادس عشر من شهر أكتوبر عام ألف تسعمائة وواحد (16/10/1901) ، توفى والده وعمره 10 سنوات، عشق العلم وعلم نفسه بنفسه، حفظ القرآن الكريم كاملاً وأعفى به من الجهادية ( التجنيد)، حصل على شهادة التعليم للمعلمين في يوليو 1920 م ، عين رئيسا لمدرسة المواساة الإلزامية بقنا، حصل على شهادة الدراسة الثانوية قسم أول ( نظام تجهيزية ، دار علوم ) عام 1927 م ثم قسم ثاني عام 1930.

مشواره العلمي

استقال من التدريس وانتقل إلى الجيزة ليلتحق بكلية الآداب – جامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة حاليًا )ليحصل على ليسانس الآداب من قسم اللغات الشرقية عام 1935م ، وفى عام 1943م حصل على دبلوم معهد اللغات الشرقية وآدابه – فرع اللغات السامية من كلية الآداب– جامعة فؤاد الأول.
وفي 28 مايو 1948 حصل على درجة الدكتوراه في الآداب من قسم اللغة العربية، واللغات الشرقية في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول، وكان أول من يحصل على درجة الدكتوراه من مصر، حيث كان المعهود في ذلك الوقت على من يريد الحصول على درجة الدكتوراه أن يحصل عليها من
أي جامعة أجنبية معترف بها، لكن الدكتور إسماعيل معتوق رفض السفر للخارج واضطرت الجامعة أن تنتدب له مجموعة من الأساتذة الأجانب مع أساتذة مصريين لمناقشة رسالته والتى كان موضوعها قصة” بحيرا السريانية”، وقد درس على يد الدكتور طه حسين ولتفوقه وتميزه عين مدرسا في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول ليدرس اللغات الشرقية( العبرية والسريانية).

تدرجه في السلك الجامعي

تدرج فى السلك الوظيفي بالجامعة كأستاذ للغة العبرية والسريانية حتى وصل إلى رئاسة قسم اللغات الشرقية في كلية الآداب جامعة القاهرة.
وفى عام 1957 وما بعدها صدرت له قرارات انتداب لكل من (الكلية الحربية – أكاديمية العلوم العسكرية – كلية الآداب جامعة عين شمس – جامعة الأزهر كلية اللغة العربية، وكلية الدراسات الإسلامية للبنات بالأزهر – كلية الآداب بقنا (كانت تابعة لجامعة أسيوط وقتها وكان عضواً في لجنة فحص الإنتاج العلمي قسم اللغات الشرقية ( تخصص ساميات) كلية اللغة العربية جامعة الأزهر).

تاريخه البرلماني

أنه من حسن الطالع منذ عام 1957 ومع افتتاح أول دورة برلمانية فى مصر بعد ثورة 1952 ، كان مجلس الأمة ثم مجلس الشعب يعقد اجتماعه الأول برئاسة الدكتور إسماعيل معتوق بصفته أكبر الأعضاء سناً ، وظل كذلك حتى عام 1977 وهو تاريخ وفاته.
شغل في مجلس الأمة ثم مجلس الشعب المناصب التالية:ورئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الأمة ثم مجلس الشعب و رئيس لجنة قناة السويس بمجلس الأمة و عضو بلجنة الشئون العربية بمجلس الأمة وعضو بالجنة العامة بمجلس الأمة ، ثم مجلس الشعب كما أنه شغل عدة مناصب سياسية أخرى منها : عضو بمجلس الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958ورئيس الإتحاد القومي بمحافظة قنا ورئيس رابطة أبناء قنا بالقاهرة عضو مجلس إدارة شركة أنيس سراج الدين للمقاولات، و عضو مجلس إدارة مدارس الخليفة المأمون بالقاهرة.

إسماعيل معتوق وثورة التصحيح

ورأس الدكتور إسماعيل معتوق الجلسة التاريخية لمجلس الشعب المنعقدة بتاريخ 14 مايو 1971 والتي أطاحت بمراكز القوى والتي صدر بها قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة بدعوة من مجلس الشعب لإجتماع غير عادي (وهو ما أطلق عليه ثورة التصحيح ) والتي أسقط فيها المجلس عضوية رئيس المجلس ووكيليه و15 عضواً أحرين من المتآمرين مع مراكز القوى، وبهذا الموقف أعلن للعالم أجمع وقوف نواب شعب مصر إلى جانب الرئيس الراحل أنور السادات ، ورفض نواب شعب مصر لمراكز القوى والتآمر ومن يومها أصبح هذا اليوم مجلس الشعب .
مشاريع مقدمه لمجلس الأمة (الشعب )

ومن بين ما تقدم به من مشاريع واقتراحات لمجلس الأمة ثم لمجلس الشعب مشروع قانون رد الأراضي الزراعية الموقوفة على جهات البر العام والخاص إلى وزارة الأوقاف وشئون الأزهر (وقد وافق عليه المجلس)، و مشروع قانون تعديل بعض أحكام القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها (وقد وافق عليه المجلس ) ومشروع قانون بشأن فتح مكتب تنسيق للقبول بالجامعات بقنا (وقد وافق عليه المجلس) مشروع قانون بشأن زيادة عدد المقبولين استثناء بكليات (التربية، العلوم، الآداب) بالمحافظات النائية إلى 60% بدلاً من 40% (وقد وافق عليه المجلس)، ومشروع قانون بتعديل بعض مواد القانون رقم 399 لسنة 1956 بشأن امتحانات النقل والامتحانات العامة في المرحلتين الإعدادية والثانوية (وقد وافق عليه المجلس)
واقترح إنشاء دار للطباعة تسمى (دار طباعة القرآن الكريم) تخصص لهذه المهمة دون غيرها من دور الطباعة والنشر، و اقترح تدريس اللغة العبرية كلغة ثانية في المدارس الثانوية على أن تكون بصفة اختيارية. واقترح تعديل خطة الدراسة بكليات الحقوق بزيادة الساعات المقررة لمادة الشريعة الإسلامية بجميع الفرق الدراسية.

واقترح مشروع قانون بتعديل بعض مواد قانون العقوبات المصري طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية ليصبح بمقتضاه قانونا إسلاميا كاملا.

وشارك في مؤتمر الفقه الإسلامي الذي عقد بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وألقى محاضرة من ( وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل زمان ومكان )،وشارك في كثير من الندوات التي عقدتها نقابة المهن التعليمية عن (برنامج العمل الوطني في مجال التربية والتعليم ).

جهوده في تطوير التعليم

ركز الدكتور إسماعيل معتوق جهوده في تطوير التعليم في مصر وكان من أبرز أعماله إنشاء جامعة قنا الإقليمية (جامعة جنوب الوادي حاليًا) وهو صاحب مشروع تطوير جامعة الأزهر الشريف.

وقد اقترح على مجلس الأمة ضرورة فتح باب الانتساب في الجامعات المصرية للطلاب المصريين، وأعترض وزير التربية والتعليم السيد كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة، وهدد بالاستقالة ولكن الدكتور معتوق أصر على رأيه وحدثت أزمة سياسية لأول مرة بين الحكومة والمجلس بعد الثورة، ولكن في النهاية انتصر الدكتور إسماعيل معتوق وأخذت الدولة بوجهة نظره.
مشوار حياته الاقليمي

في عام 1957م طالب بتخطيط مدينة قنا بعد ان هدمها السيل عام 1954 م وحصل على التخطيط الجديد لقنا في أغسطس 1958، وصاحب مشروع تحصيل مليم على كل قنطار قصب بمحافظة قنا للإنفاق منه على المشروعات النافعة للمحافظة .وأنشأ محلج القطن بقوص، وأنشأ مصنع الغزل المتوسط التيلة بقنا أقام كوبري على النيل أمام مدينة قنا وزارة الأوقاف أن تبنى مدينة سكنية للطلاب من غير أبناء قنا على مساحة سبعة أفدنة لوقف سيدي عبد الرحيم القنائى، فاستجابت الوزارة ولم تستجب محافظة قنا فمات المشروع طالب مجلس محافظة قنا بالموافقة على تحصيل : خمسة قروش عن كل قنطار قطن يدخل المحلج خمسون قرشا عن تجديد رخص السلاح خمسون قرشا عن كل حاج مائة مليم عن كل حصان في ماكينات الري وكان الهدف أن تتمكن المحافظة من تنفيذ كثير من المشروعات التي لا تتمكن الدولة من تنفيذها إلا بعد سنين طويلة مثل (ردم البرك ، الطرق إصلاح الطرق الداخلية بين القرى، تغذية التلاميذ، فتح مدارس وتحفيظ القران الكريم، إنشاء مراكز للإسعاف)، ولكن هذه المشروعات ماتت.

وكان رحمة الله عليه أول من نادى بضرورة تنفيذ مشروع المجارى بمحافظة قنا أول من نادي بإنشاء منطقة جديدة بمحافظة قنا للمواصلات السلكية واللاسلكية أول من نادى بتوصيل المياه النقية بقرية دندرة وأول من نادى بتدعيم مكاتب محطة سكة حديد قنا بعدد من صرافي التذاكر وزيادة عدد مطابع التذاكر وتدعيم المحطة بالدفاتر والسجلات والأدوات الكتابية وإعطاء راحات أسبوعية وأجازات للعاملين بها و في يناير 1959 تقدم بمذكرة للسيد رئيس الجمهورية طالب فيها سد النقص الموجود في عدد الضباط والجنود، تمكيناً للقائمين بالأمر من أداء واجبهم على أحسن وجه وسد النقص الموجود في وسائل الانتقال وإرسال قوات للأمن بصفة دائمة في بعض البلاد الواقعة غرب النيل حيث أن هذا الجزء في المحافظة يكاد يكون خاليا من رجال الأمن، كذلك يكاد يكون خاليا من وسائل الانتقال.

وأرسل عدد من المركبات لتكون تحت تصرف رجال الأمن في بلاد غرب النيل لشراء عدد أربع لانشات في النيل لتكون تحت تصرف رجال الأمن والنيابة للانتقال بها من شرق النيل إلى غربه ، وقد استجابت وزارة الداخلية لجميع هذه المطالب وكان صاحب الفضل في سبيل الصلح بين القبائل المتخاصمة.
فهو أنهى قصة الصراع الدامي بين الهوارى والعرب عام 1957 وأنهى المعارك الطاحنة التي وقعت بين أهالي السمطا وأهالي دشنا وأقام الصلح بينهما وأنهى المعارك الدامية بين الهوارى وأهالي السنابسة بناحية الوقف وبالنسبة للتعليم وهو أحد رجاله فقد طالب باعتبار جميع مدارس قنا ضمن المناطق النائية والتجاوز عن شرط السن في حدود سنتين عند القبول أو إعادة القيد ومنح موظفي منطقة قنا إجازة نصف شهر زيادة عن المناطق الأخرى وفتح مدارس للصناعة والزراعة والتجارة في بعض بلاد الإقليم وأول من نادى بإنصاف الموظفين وتشجيعهم ماليا وأدبيا بقنا لذلك اقترح زيادة مرتباتهم بنسبة مئوية، كما اقترح مراعاة ذلك بالنسبة لاحتساب مدة الخدمة في المعاش.

وقد تحقق الأمل وتقررت العلاوة، كما تقرر احتساب السنة سنة وربع في المعاش ومنذ أن انتخب عضوا في مجلس الأمة عام 1957 م وحتى تاريخ وفاته عام 1977 م وهو يتزعم قبيلة الإشراف في محافظة قنا وقد صدر له قرار من وزارة الأوقاف والإدارة العامة للأوقاف والمحاسبة والأعمال الشرعية ، إدارة الخبراء والسجلات بتوكيل سيادته رسميا كنقيب لأشراف بنى حسين لاستلام المبالغ الموقوفة والمستحقة لأشراف بني حسين عن وقف الملك المؤيد أبو الفتح عثمان بن السلطان صلاح الدين الأيوبي . وكان عضوا بمجلس إدارة مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، كما شارك بفكرة فى المطالبة بتوسعاته.

رحل معتوق في ليلة الإسراء والمعراج في رجب 1377 هجرياً الموافق 13 من يوليو 1977 ميلادياً.
كرمته جامعة القاهرة عام 1993 بمناسبة مرور خمسون عاما على إنشاء مركز الدراسات الشرقية بالجامعة، تخليدا وتكريما لدوره الرائد في إرساء قواعد الدراسات الشرقية وتطويرها.
كرمته جامعة جنوب الوادي عام 1995 بمناسبة المؤتمر الأول لأدباء الجامعات المصرية، وأطلقوا اسمه على أحد مدرجات الجامعة تكريما له.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى