اخبار عاجلةدين و دنيا

سجود المرأة لزوجها

كتب دكتور فوزي الحبال
قال الرسول ﷺ ( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) .
فهذا يدل على عظم حق الزوج وأنه من أعظم الحقوق، لكن في الوقت نفسه لا يجوز للزوج أن يتخذ ذلك سوطاً يضرب به المرأة، ويضيّع حقوقها، ويتسلط عليها، وإذا حصل منها تقصير .
ينبغي أن يعرف أنها إنسان، وأن لها حقوقاً أيضاً، هل أدى هو حقوقها أو لا، فكما أن الإنسان يطالب بحقوقه، ويتذكر حقوقه جيداً، إذا رأى منها تقصيراً ينبغي أن ينظر إلى تقصيره هو،
والكريم هو الذي لا يظلم المرأة ولا يسيء إليها، يعاشرها بالمعروف .
وعلي كل زوج فعل ما عليه من الحقوق تجاه زوجته من نفقة وسكنى ومعاشرة بالمعروف، أما إن كان الزوج قد فرط في ذلك أو في بعضه فإنه لا يستحق تلك الطاعة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وسبب هذا الحديث ما رواه أبو داود عن قيس بن سعد قال أتيت الحيرةوهي تقع وسط العراق وبالقرب من مدينة الكوفة وقرب نهر الفرات، و مرزبان رجل من كبارهم وعظمائهم فرأيتهم يسجدون له، فأنت رسول الله أحق أن يُسجد لك،
قال(أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد لي)، فقال لا .
السجود لا يكون إلا لله وحده ، فلا يجوز السجود لغير الله، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من السجود له ، فالمنع من السجود لغيره أولى،و حقيقة السجود ، ومعنى الحديث أن السجود لغير الله لو كان جائزا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة أن تسجد لزوجها، وذلك لعظم حقه عليها، وإنما يفيد الحديث وجوب طاعة المرأة لزوجها واحترامها له .
وهذا الأسلوب في اللغة العربية يدل على أن سجود البشر لبشر ممنوع، ولذلك تسمى ( لو ) في هذا السياق حرف امتناع لامتناع .
أي امتنع جوابها الذي هو ( لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) لامتناع شرطها الذي هو ( جواز السجود لبشر ) ، وهذا يدل على أن الرسول ﷺ امتنع أن يأمر المرأة بالسجود لزوجها، لأن السجود لمخلوق ممنوع شرعا .
السجود لا يكون إلا لله رب العالمين فقط، لا يجوز أن يسجد لأحد، لا لحي ولا ميت، فهو عبادة مختصة بالله تبارك وتعالى، لأن السجود هو غاية الخضوع و التذلل، أشرف شيء في الإنسان وهو وجهه يضعه في الأرض موضع الأقدام، ويقول سبحان ربي الأعلى .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى