أدباخبار عاجلة

رحل الزمان عن وطنى

بقلم مصطفى سبتة
كيف اكون بعدما توالت النكبات
كيف وقد رحل الزمان عن وطنى
قدرحل الزمان ومابرحت مكانى
فأنا الخلود ومالديكم فانى
سجد الزمان على ضفافي رهبة
واستسلمت أمم على شطأنى
لم يركع التاريخ إلا في يدى
لم تسمع الدنيا سوى الحانى
أنآ من جنات الله أحمل سرها
وكم انتشيتم من رحيق جنانى
مهد الخليقة كان سرا في دمى
ومواكب التاريخ من اعوانى
نام الزمان على ضفافى امنا
وبقيت وحدى كعبة الأوطان
لاتسألوا كيف انتهى سلطانى
وتكسرت فى غفلة تيجانى
لم تحفظوا عهدى وخنتم رايتي
حين استبحتم حرمة الإنسان
لم تحفظوا مائى فصارخطيئة
حقت عليها لعنة الرحمن
الله سطرنى على وجه الورى
نهرا يصلى بعد كل أذان
فى كل أرض للمأذن صرخة
وبكل ركن رتلوا قرأني
أنا وحى هذى الأرض وسر و
جودهاوالله كرمنى بكل زمان
عندى من الصلبان ألف تميمة
ملأت بنور هلالها ودياني
كم لاح وجه الله بين ربوعها
سجد الزمان وكبر الهرمانى
فحملت للدنيا رسالة خالقى
ورسمت نهر الحب والايمان
منذ استنجدت حرمة الشطأن
جحد الرفاق وخانتى جيراني
أنا لم اكن في الأرض ماء جاريا
بل كنت قلبا ضمه جسدان
فى مصر شريان يذوب صبابة
والعشق داء في ربى السودان
وحدت أوطاناجمعت عشائرا
والكل فى عشق العلا إخواني
الماء بين يدى عهد مسالم
فإذا غضبت فإنه بركان
سجد الفراعنة العظماء على
يدى وتزحمت أمم على سلطانى
كان الوجود خرائبا منسية
شيدتها بشوامخ البنيان
فى كل شبر كنت أغراس نجلة
وعلى الضفاف يتيه سحر جنانى
اهديتكم دربا طويلاً للعلا
ديتي وعلمى نخوتى وبياتى
وأخترت أن أبقي رسولاً للهوى
بين الأحبة واسألوا شطأنى
فى كل عقد فل عاشق
وحبية رحلت وطيف حنان
يوماً غرست على الضفاف مهابتى
ورفعت في قمم الجبال مكانى
ماء طهور للصلاة فإن بدت
عين الخيانة أشعلت نيرانى
فى واحتى تبدو الطيور أليفة
لكنها أسد على العدوان
كم صرت نارا حين راوغنى العدا
ورأيت طيف الغدر في سجانى
من باع إيمانى وخان فضائلى. واعادنى للشرك والبهتان
كيف ارتضيتم محنتى وهواني
فتمردت خيلى على فرسانى
هل يسكن القلب العنيد إلى
الثرى وتلفنى في وحشة اكفانى
هل يصبح الماء الجسور وليمة
للشامتين على ثرى جثمانى
هل يخفت الضوء العتيق وتختفى
فوق السنابل فرحة الأغصان
هل ينتهي صخبى وتخبوانجمى
وتكف أطيارى عن الدوران
أوتجلسون على شواطئ نيلكم
تترنحون كعصبة الشيطان
ماذا سيبقى للحياة إذا اختفى
وجهى وسافر في دجى النسيان
أأكون تاريخاً توارى باكياً
بين السفوح ولوعة الأحزان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى