كتب – محمد هاشم
يقول ربنا تبارك و تعالى في مطلع سورة الاسراء :
” سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير “.
تُرى كيف كان نهار النبي عليه الصلاة و السلام في ذاك اليوم ؟
ما كم التعب و الارهاق النفسي و الجسدي
الذي استحوذ عليه بعد الأذى الذي أصابه من أهل الطائف ؟
كيف هو الشعور عندنا تُقفل الأبواب في وجهك
و حين تخسر أقرب الأحباب الى قلبك
و حين تشعر و كأنك وحدك في هذه الدنيا
و أنت صاحب أمانه و رسالة من واطبك أن توصلها
و عليك أن تتحمل
و تستجمع قواك
و تتجلد و تصبر
ويكون عليك ان تستمر …و تتابع…و لا تستسلم
فأنتَ صاحب الراية
و أنت المُكلف بالحفاظ عليها و عدم تركها تسقط من يدك
مِن أين ستأتي بالقوة ؟
من أين ستأتي بالمدد ؟
بالتأكيد….
مِن الذي كلّفك بحمل رايته …سبحانه و تعالى
مِن ثقتك بقوته…تستمد قوتك
من ايمانك بنصرته….تبدأ جولة جديدة
من نور قلبك الذي تعلق بمحبته ،
تصبر على الصعب مهما بغلت شدته و حدته
كُن أولاً …في نهارك… قبل أي شيء ( عبده ) سبحانه
لا عبد عملك…
و لا عبد اهلك….
و لا عبد أهوائك …
و لا عبد سمعتك و مكانتك و اسمك و شهرتك….
و لا عبد سلطتك و منصبك
ليأتي ختام نهارك
ليل…ً
يسري بك الى فُرَص جديدة
تغير من أحوالك للأفضل في الدنيا ،
و تعرج فيه روحك لآفاق
من السكينة و الطمأنينة و الفتح و الالهام و الرسوخ
و الثبات و التمكين القلبي و العقلي معاً .
درس الاسراء و المعراج الأهم
لا تستسلم لأي احباطات
واجبك كعبد يحاول و يجتهد بما توفر لديه….عليك أن تؤديه
و مِن بعدها ،
النتائج و المصير و المستقبل …هو من شأن الله .
و الله يتولى ( عباده ) دائماً
و لا يتخلى عنهم ، مهما بلغ واقعهم من شِدة
ثق بذلك في بداية نهارك….و اصبر ..وتحمل ما يأتيك….لأن الخير هو الخاتمة باذن الله .
و هذا ليس نهج يوم واحد فقط
انما هو فلسفة حياتنا كلها :
نحيا في دار الابتلاءات ….
كعباد لله …لنرتقي في الآخرة لخير جنانه التي أعدها خصيصاً( لعباده )
فكُن منهم …أرجوووك…
قولاً و فعلا ً
قلباً و قالباً
ظاهراً و باطناً
ثم …أبشِر بكل خير .