حدث بالفعل

بقلم / كواعب أحمد البراهمي

في إحدي قري مركز نجع حمادي بالصعيد , وفي فرح أحد الأبناء تزاحم الأولاد الصغار علي المسرح الذي يجلس عليه العروسان والمقام أمام منزل العريس .
حاولت قريبة العريس والتي يبلغ عمرها أثني عشر عاما أن تنزل الأولاد والبنات من علي المسرح , للحفاظ علي الشكل العام ولمنع الزحام وللمارسة نوع من السلطة بوصفها من أصحاب الفرح .
رفضت أحدي الفتيات النزول فأنزلتها بشدة , فهددتها الضيفة والتي هي من نفس العمر بأنها سوف تنتظر أخاها الأصغر لتطعنه بالمطواه خارج منطقة الفرح .
فما كان من قريبة العريس ذات الأثني عشر عاما إلا أن ضربت زجاجة الكوكا كولا في خسبة المسرح لتكسرها , وأرادت أن تقطع بها رقبة البنت الأخري .
تدخل الموجودون من أهل العروسين والمعازيم لفض شجار الأطفال , وأسرع العريس بأخذ عروسه إلي مسكنهم قبل تطور الموقف ,. وتم القضاء علي المشكلة سريعا كي لا يتدخل فيها أهل الأولاد , وكي لا تتحول من شجار بسيط إلي معركة كبار أو ثأر .
لم يكن هؤلاء الأولاد أبناء شوارع .
ولم يكن هؤلاء الأولاد يشمون الكوله تحت الكباري . ولم يكونوا من الفقراء المحتاجين والذين ينشغل أولياء أمورهم عنهم بلقمة العيش . كان هؤلاء الأولاد من الميسورين . وكانوا يعيشون في بيئة محترمة ويذهبون للمدارس , ويرتدون أفضل الثياب , ويأكلون أفضل الطعام .
وعندما ضرب الأهل البنت التي كسرت زجاجة الكوكاكولا أبنتهم ووبخوها وسألوها لماذا فعلت ذلك ؟ وكيف كانت ستقتل الأخري ومن الممكن أن تتعرض للحبس مع الأحداث .
كان ردها أنها فعلت مثلما حدث في فيلم الفرح .
أتمني فعلا أن يكون المخرجين والممثلين علي قدر المسئولية , وهم يعلمون علم اليقين أن المشاهدين يقلدون الممثلين في كثير جدا من الأمور سواء الخير أو الشر .
وأتمني أن الأهل يرقبوا أولادهم , فلا يتركونهم يشاهدون أية أفلام . وأن يكتب علي تتر الفيلم أو المسلسل لا يشاهده أقل من 18 سنة .نحتاج صحوة , نحتاج إهتمام أكثر من المدارس ومن الأهل بزرع أحسن الخلق , وانتبهوا إلي أولادكم فهم يحتاجون منكم للكثير جدا من الإهتمام أكثر من الطعام والشراب والملابس .