أدباخبار عاجلة

تعال

نرجس باغريب

تعالَ،
نَعِدّ النجُوم،
ونسرِقُ سِرّا دسَسْناهُ
بجيبِ القمَر،
ونكشِفُ ما فاوضنَا النّجمة فيهِ
ذات يومٍ
و جنُون..
ألّا تُخبر البشر،
تعالَ،
نَعِدّ ليالِي السّهر،
نشْتُم الغياب الطويل،
وليْلُ الحنين،
و مافعلهُ بِنا الشَوْق
وحتميّة السَفر،
تعالَ نُغنّي الذِّكرى،
و نزرعُ ورودًا – سُقيها الدمعُ –
فوق ما التقطناهُ
مِن الصورِ
معًا،
تعَال نُرثِي الأماكن
التي شَهِدت مِنّا الحُب
وصانتهُ،
نرثيْ الشوارع،
ورسائل الوَجْد
التي أنهكهَا الشَجنْ،
وبُلِيتْ
على الطُرقات،
فعَازَاها المطر،
تعالَ لنَنْفُض غبار
الوَلَه،
عن جِباه الصَبابَةِ،
ونبكي،
وتبكي السماء،
ويبزغُ النّور مِنْ
ذاك المَمَرْ!
تعالَ لنجلِس عَلَى ذاتِ
المَمَرْ،
نَمْتعِضُ،
نصرخُ،
نخُاصِمُ الّلا شيء،
ونشكي..
نشكي الغيَاب،
نشكي الرّحيل،
ونشكي السفر
نضْحكُ، بِلا سابِق
ما يُدعى للضحك،
تنظُر بذاتِ النظرة،
تُشيح بِنصف ابتسامة
وتقول _ مُغيظًا للقمر _ :
” أمَا زالَ يغارُ منكِ القمر! ”
تعالَ نُحارب البُعد،
ونَعْدِم الأميَال
ونخُون،
نخون الفِراق
نخُون المسَافة،
نخُون الشّوْق
والحُزن
نخُون كلّ شيء، عدَا
الحُب،
الحُب الذي وُلِدَ جنينًا،
ما بينَ عينيّ
وعينيك،
من صُلبٍ نقيّ
وضلعٍ قائمٌ
الحب الذي رضعَ الأمَان
والاكتفاء من صدرِ
التَمَلُك،
حتَى رضينَا بهِ عقيدة،
في شرعِ الهَوى،
تعالَ نُخبّئ
هذا الحُب،
بيني وبينك،
ونعِدّ ليالي التَتَيّم
التي تلصّصَتْ عليهِ النجُوم،
وشَهِدَ على لوعَتِهِ
لذّة السَهر،
وغَيْرة القمر…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى