اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريرمتابعات

تحركات مشبوهه

السويس/هبه حسن

مع بداية شهر رمضان الفضيل بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في حشد قوتها في المنطقة بشكل مكثف ، حيث تدفقت القوات الأمريكية إلي المنطقة العربية بشكل لافت والعنوان الرئيسي لهذه التحركات العسكرية الأمريكية المشبوهة هو “إيران” .

جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية يتحدثون عن هذه التحركات العسكرية الأمريكية التي تشابه الي حد كبير لالك التحركات العسكرية التي سبقت “الثاني من أغسطس عام ١٩٩٠” تاريخ حرب تحرير الكويت ، والتي كان في وقتها الإعلام العربي يقوم بالتهليل والتطبيل للأمريكان القادمون إلي المنطقة من أجل استعادة الكويت ، وبالفعل فقد انتصرت هذه القوات علي جيش صدام وأخرجته من الكويت ، وقد احتفل العرب بخروج جيش صدام منها وتحررت الكويت من العراق لكن بقي الأمريكان في كل من “الكويت والعراق وقطر والبحرين وسلطنة عمان والإمارات” إلي يومنا هذا .

واليوم تعود إلي مسامعنا نفس اصوات التهليل والتطبيل الإعلامي العربي لتبشيرنا بعودة “الهيرو” الأمريكي إلي المنطقة من جديد وتعود الينا الأساطيل وحاملات الطائرات المقاتلة وطائرات ال B-52 العملاقة من أجل خلاص دول الخليج من ذلك الوجه المرعب متمثلا في “البعبع الإيراني” وقد حان وقت القضاء عليه والخلاص منه .

دعنا عزيزي القارئ الخروج من احتفالية الزمر والطبل العربي الذي سبق لهم ان ادخلوا الامريكان إلي ديارهم بعد ان بخروا وسبحوا بحمد الأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية واعطوا الأمريكان مالم يكن لهم أن يحلموا به من قواعد عسكرية ضخمة علي الأرض العربية ، فلم ولن ننساق ثانية وراء افراحهم وطبلهم وزمرهم من جديد ودعنا نتدارس الموقف العربي والأمريكي ونبحث عن الحقائق التي اتت لنا ب “الهيرو” الأمريكي الي منطقتنا من جديد .

ومن خلال النقاط التالية سوف نخوض في اعماق القرار الأمريكي والأهداف التي ساهمت في القيام بهذه التحركات العسكرية المشبوهة كي نجيب علي التساؤلات التي تؤرق السادة المصريون المهتمون بشئون هذه المنطقة الملتهبة من العالم ، هل هذه التحركات تستهدف خلاص منطقة الخليح من “البعبع الإيراني” ؟ ، أم انها جاءت كي تبتز أموال وثروات دول الخليج الطائلة ؟ أم انها اتت الينا كي تحمي دول المنطقة من الأطماع التركية التي تسعي إلي عودة الحياة إلي مايسمي ب “الإمبراطورية العثمانية ” ؟

كل هذه التساؤلات وأكثر سوف نجيب عليها من خلال مايلي :

أولا – قبل أقل من اسبوع من بداية شهر رمضان صدر عن البيت الأبيض أربعة قرارات في منتهي الأهمية والخطورة ومن اهمها :

١- الاعلان رسميا عن موعد الكشف عن بنود صفقة القرن بانه سيكون عقب انتهاء شهر رمضان .

٢- الاعلان بتصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيم ارهابي

٣- الاعلان عن نية البيت الأبيض في توصيف جماعة الإخوان تنظيم ارهابي .

٤- اعلان انتهاء فترة الاستثناءات الممنوحة للدول التي تقوم باستيراد النفط من ايران حتي تصل نسبة تصدير النفط الإيراني الي صفر٪ ومطالبة كل من السعودية والإمارات بضخ المزيد من للنفط عوضا عن النفط الإيراني .

ثانيا – جميع تلك القرارات في حقيقتها لاتستهدف أمن ايران او حتي حماية دول المنطقة من الاطماع الايرانية التركية ولكنها تحركات عسكرية ضخمة الهدف منها هو فرض ما يسمي “بصفقة القرن” علي دول المنطقة بالقوة المفرطة

ثالثا – دعنا عزيزي القارئ نتكلم بوضوح أكثر حيث ان دول المنطقة ليست في احسن احوالها حيث انها ليست علي قلب رجل واحد ولاتمتلك جيوش عربية مشتركة من شانها اجبار العالم علي احترامها لذلك فانه ليس من المنطقي ان نقول بأن الولايات المتحدة اتت بهذه القوات من أجل مواجه الجيوش العربية التي هي في الاساس جيوشا منهكة في .

رابعا – في حقيقة الأمر فان اكثر ما يربك حسابات الادارة الامريكية ويجعلها مترددة في الاعلان عن صفقة القرن هو ذلك التربص التركي الإيراني في انتظار الإعلان الأمريكي عن صفقة القرن هذه حتي تكون الفرصة سانحة لهما في اعلان “النفير العام” والجهاد والممانعة ضد ما يسمي بصفقة القرن وبطبيعة الحال ، فان تركيا وإيران لاتعنيهما فلسطين او العرب في شئ ، ولكن كل ما يعنيهما هو المتاجرة بهذه الصفقة المشبوهة من أجل ان يحرك كل منهما ميليشياته المنتشرة في الدول العربية والعالم تحت شعار براق اسمه “فلسطين” ودافع ديني عظيم اسمه “بيت المقدس” يمكن لهذه الجماعات والاحزاب سواء كانت شيعية أو اخوانية في نشر الفوضي وارباك العديد من دول العالم في احداث شبيهة ياحداث “نيوزيلندا ، وسيريلانكا” اجل اشغال العالم بعيدا عن المنطقة بعيدا عما يقومون به في للمنطقة سعيا وراء تسلل تركي ايراني والسيطرة علي العديد من الدول العربية من أجل عودة الامبراطوريتين العثمانية والفارسية من جديد الي المنطقة ، لذلك فاننا نجد من خلال القرارات الامريكية التي صنفت الحرس الثوري الايراني بانه تنظيم ارهابي واعلانها السعي من اجل تصنيف جماعة الاخوان كتنظيم ارهابي ايضا يأتيان في هذا الإطار.

خامسا – من خلال البند السابق “رابعا” فهل معني هذا ان القوات الأمريكية قد اتت إلي المنطقة من أجل محاربة كل من الإخوان والحرس الثوري الإيراني ؟
لا ياعزيزي لم تأتي الولايات المتحدة بهذه الأساطيل من اجل محاربة الحرس الثوري الإيراني او حتي جماعة الإخوان .

سادسا – من خلال الدراسات الاستراتيجية الغربية لتحركات تلك الجماعات الارهابية في المنطقة سواء كانت جماعات شيعية كحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي وغيرهم من الميليشيات الشيعية الارهابية او تلك الجماعات الارهابية الإخوانية وجميع التنظيمات التي خرجت من عباءتها ، فقد تم تحديد مركز اتخاذ القرار لتحركات هذه الجماعات الارهابية في كل من “ايران وتركيا” وتعمل جميعها بأوامر صادرة لها من ايران وتركيا .

سابعا – لذلك كان التحرك الأمريكي صوب الخليج في تهديد صريح لكل من تركيا وايران بانه في حال حدوث اية تحركات تاتي بها الجماعات التي تحت سيطرتهما ليس في المنطقة العربية فقط ولكن في جميع انحاء العالم سوف تقابل هذه التحركات بضرب مركز القرار وليس المقصود هنا هو مواقع الاحداث الارهابية ولكن المقصود هي تلك الدول القادرة علي تحريك هذه للجماعات حول العالم

نضرب مثلا علي هذا ، (عندما تكون ايران مهددة تحت مرمي النيران الأمريكية لن تجرؤ ايران علي اعطاء اوامرها الي حزب الله باطلاق صواريخه علي اسرائيل ، ونفس الشئ بالنسبة لتركيا وجماعاتها المنتشرة في اسيا واوروبا وافريقيا ، فان اي عمل ارهابي يحمل بصمة اخوانية سوف تكون تركيا هدفا امريكيا .

سابعا – اما بالنسبة لما تداولته العديد من وكالات الانباء نقلا عن الإعلام الإسرائيلي حول تسريبات اسرائيلية لصفقة القرن تروج الي ان هذه الصفقة تشتمل بين بنودها علي منح جزء من سيناء الي الفلسطينيين ، فأن تلك التسريبات ماهي الا أكاذيب اسرائيلية تستهدف دراسة ردود الافعال المصرية والعربية وتشتيت الانظار بعيدا عن مايتم تخطيطه للمنطقة .

فقد سارعت الولايات المتحدة رسميا بتكذيب هذه التسريبات بصفة خاصة ما تناولته بخصوص شمال سيناء فقد كذبته جملة وتفصيلا ، ولذلك لا ينبغي علينا الإلتفات لهذه الشائعات او حتي تداولها بهدف السخرية منها فان تداولها في حد ذاته يحقق الهدف من اشاعتها .

ينبغي علينا ان نتعرف جيدا علي مصدر قواتنا التي تكمن في هذا الشعب الذي ثار علي نظام حكم اخواني اتت به لنا ادارة اوباما ليحكم مصر وتنفيذ مخططاتها في المنطقة وعلي الرغم من تواجد الاسطول الامريكي كان متواجدا في قناة السويس الا ان الشعب المصري الجبار لم يأبه باساطيل امريكا وقام بثورته في الثلاثين من يونية متحديا الاساطيل الامريكية التي لم تنجح في اخافته او ارهابه وقد مضي المصريين في ازالة حكم الاخوان متحديا الحصار الأمريكي الأوروبي وتجميد عضوية مصر في الاتحاد الافريقي وتهدايدت المياه في نهر النيل وتجويعه وعلي الرغم من كل هذا فقد ثبت المصريون علي موقفهم ولم تخيفهم كل تلك القرارات

شعب بهذه القوة وهذا الجبروت لا يمكن لاي ادارة امريكية الوقوف في وجهه والمساس بحبة رمل من اراضيه وقد قالها الزعيم السيسي بالحرف الواحد :

“انا لا اخاف من اي قوة خارجية في العالم ولكن اخاف علي صلابة وتماسك المصريين ، طول ما انتم يامصريين ايد واحدة فأنا قادر ان اتحدي بيكم كل الدنيا”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى