اخبار عاجلةالمرأة والطفلتحقيقات و تقاريرمتابعات

بالصور فوز الاميرة الصحفيه بنت عاجل مصر” حنان عبدالله”‘ بلقب الابنه البارة من مركز شباب مبارك بالقصير- البحر الاحمر وحوار من القلب

اجرى الحوار : طارق عاشور
كثيرا ما تحيط بنا ونسمع عن قصص للكفاح لامهاتنا فهى دائما رمز العطاء للأبناء فقط وإنما إمتد ليشمل الأشقاء وأبناء الأشقاء والمحتمع والوطن وهذا ما لمسناه حاليا من واقع سرد قصة إبنة بارة قامت بتربية أشقائها ورعايتهم وتعليمهم وزواجهم بعد وفاة والديها وكان عمرها حينذاك ١٩عام
وكذلك تربية أبنائها حتي زواجهم وإمتد هذا العطاء ليشمل أبناء الأخ الأكبر بعد وفاته فكانت لهم الأم والأب والأخت ، وفى خضم هذه الأمواج والاحداث المتتالية لم تنسي مجتمعها ووطنها
فقد إنضمت إلى العديد من المجتمعات الأهلية والتطوعية ولم تقتصر لهذا الحد وإنما إتجهت للصحافة لنقل مشاكل وأوجاع مدينتها وأصبحت القلب النابض لحصر هذه المشاكل وتقديم مقترحات الحلول من خلال مقالاتها الصحفية فشخصيتنا المشهوره “بالأميرة الصحفية” : حنان عبدالله ، ونترك لها الزمام لتسرد لنا قصه كفاحها :
إسمى :حنان مبارك عبدالله نشات من اسرة مكونة من سبع أفراد بمدينة القصير وكنت البنت الوحيدة ومعي اربع صبيان ، ووالدتى ربة منزل وإلتحقت بالمدرسة أنا وإخوتى وتخرجت انا وأخى الأكبر وفى نفس عام تخرجى
توفى والدى فجأة١٩٩٠وكان وقع الصدمة عليا انا وإخواتى كبير فأصابنى الحزن على والدى وأصاب والدتى المرض حزنا على رفيق دربها
وسرعان ما ثبتنى الله لكى أقوم برعاية والدتى وإخواتى الذين كانوا وقت وفاة والدى اخى ” شاذلي ” عمره ١٨ عام وكان بالفرقة الثانية رى ومساحة ، وأخى ” علاء ” كان عمره ١٥عام بالصف الثالث الإعدادى ، وأخى ” أسعد ” كان عمره ٨ سنوات بالصف الثالث الإبتدائى ،
وتوفى والدى وقتها قبل إمتحانات أخر العام بأسبوع فكتمت حزنى ومصابى وإحتضنت إخوتى وكنت أساعدهم على إستذكار دروسهم ليتجاوزوا المحنة وبالفعل حصل أخى علاء بالصف الثالث الإعدادى على “المركز الاول “على مستوى الإدارة التعليمية بالقصير “والعاشر “على مستوى المحافظة
وكان معاش والدى وقتها ضعيف فكنت اعمل في المنزل بالمشغولات اليدوية لحين انتظار تعييتى لتدبير نفقات ومصروفات إخوتى المعيشية والدراسية ونفقات العلاج لوالدتى وبعد وفاة والدى بعام تزوجت وكان زوجا صالحا شجعنى على رعاية إخوتى والإهتمام بوالدتى المريضة وأكرمنى الله بطفلتى الأولى ” رحاب ”
وبعدها إشتد المرض على والدتى حزنا على فراق والدى ولحقت بالرفيق الأعلى بجوار والدى تاركة لى إخوتى الثلاثة وقد قمت بالإتفاق مع زوجى بإحضار إخوتى للإقامة معى بشقتى المكونة من عدد (٢غرفة)وصالة وغرفة لإخوتى وغرفة لى وزوجى وإبنتى
وبذلك أصبحت مسئولة عن زوجى وإبنتى وإخوتى الثلاثة فى ذلك السن الصغير والتى كنت أحتاج لوالدى اكتر من ذى قبل فكتمت أحزانى رفقا بإخوتى ورفضت العمل الحكومى حتى لا اقصر فى رعاية إخوتى فهم فى مراحل عمر مختلفة سن الشباب وسن الإنتقال من الطفولة للشباب وسن الطفولة وكلا يحتاج معاملة خاصة
فلابد من التفرغ لهم بجوار مسئولية بيتى ونظرا لصعوبة الحياة
وزيادة المصروفات إضطررت للعمل بتجارة الملابس في منزلى الصغير للعمل على توفير الدخل الازم لإخوتى بجانب مساعدة أخى الأكبر ” خالد “وتحملت الصعاب فى السفر وجلب البضاعة للمشترى للمساعدة فى المصروفات كل ذلك لم يلهينى عن رعاية إخوتى وبناتي
فقد رزقت بعدها ببنتين ” إيمان وربهام ‘ وأثناء رحلتى مع إخوتى مرض زوجى فجأة و إستلزم الأمر إجراء عملية قلب مفتوح الذى إستلزم مصروفات ليست فى الحسبان وبعنا ما نمتلك لاجراء العملية والحمد لله شفاه الله ، وكملت مسيرة الحياة وأكرمنى الله
وأكملت رسالتى على أكمل وجه وحصلو إخوتى جميعا على مؤهلاتهم العليا وقمت بمساعدتهم مع أخى الأكبر خالد بتجهيزهم وإختيار شريك حياتهم وبالفعل قمت بتزويج إخواتى الثلاثة ،وتفوقوا اخوتى في عملهم وتقلدوا المناصب إلى أن وصلوا، أخى ” شاذلى ” مشرف هندسي بجهاز التعمير ، وأخى ” علاء” رئيس قطاع محطة التحلية بمحافظة البحرالأحمر
وأخى الأصغر الذى كان عمرة وقتئذ ٨سنوات” أسعد ” عين محاسب بشركة المياه والصرف الصحى بالقصير . فى ظل ذلك رعايتى لبناتى وتفوقهم ،ولم تكتمل فرحتى بتفوق أبنائى وتخرج إخوتى وزواجهم إلى أن فاجأنى القدر بموت أخى الأكبر فى نفس السنة التى تزوج فيها اخى الأصغر توفى أخى” خالد ” رفيق رحلتى غرفا أثناء ممارسة هواية الصيد
وتملكنى المرض والإكتئاب حزنا على فراقه فقد كان عونا لى طيلة مشوار حياتى وترك لى أيضا ثلاث أبناء وكانت والدتهم مريضة فكانت صدمة شديدة لى فبعد أن أتممت رسالتى مع إخوتى
وأوشكت على أتمام رسالتى مع بناتى ولم أعلم أن القدر مضى لى رسالة أخرى تجاه أولاد أخى الذين كانوا فى نفس اعمار اخواتى عند وفاه والدى وكأن الكرة تعيد نفسها بوفاة أخى فلملمت جروحى لاكمل الرسالة التى حبانى الله لها لأولاد اخى بجانب بناتى
وأكرمنى الله برعايتهم إلى أن تخرج الإبن الأوسط وإلتحق الإبن الأصغر بالصف الاول الإعدادى ، وقد قمت بتجهيز بنته الثانية وتزويجها وكذلك تخرج بناتى “رحاب وإيمان” وحصلوا على مؤهلات عليا وقمت بتزويجهم ولم يبقى معى غير الصغرى فى الصف الثالث الثانوى .
ومنذ ثلاثة أشهر كان ابتلاء أخر من الله بمرض إبن أخى بالسكر وقمت برعايته والإهتمام به إلى أن إجتاز مرحلة الخطر نفسيا وعلاجيا مع متابعة دائمة ومستمرة .
 
وبعد أن أكملت رسالتى تجاه أبنائى وإخوتى وأبناء أخى أحسست بالفراغ الشديد وإحساسى بالعطاء الدائم للغير إتجهت للعمل التطوعى مع منظمات المجتمع المدنى
وإتحهت بعد ذلك إلى العمل الصحفى لتوصيل صوت أهل بلدى من متطلباتهم إلى المسئولين،وقد حصلت على العديد من شهادات التكريم فى العمل التطوعى والعمل الصحفى والحمد لله
قد تم تكريمى من مركز شباب مبارك وحصولى على لقب الإبنه البارة”
ويعتبر ذلك وسام على صدرى يكلل فيها نجاحى فى أداء رسالتى تجاه إخوتى وأبنائى وأبناء اخى المتوفى .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى