اخبار عاجلةتعليم و تكنولوجياكتاب و مقالات

بالادلة الجنائية ولى الامر المتهم الاول في قضية فساد التعليم !

كتبت / ابتسام مصطفى

ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال .. لانى اعلم انها لن تنال هوى و رضا الكثيرين ..لاننى قررت اخيرا ان اتكلم بدون اتباع سياسية الدبلوماسية و التحفظ و انتقاء الكلمات التى ترضي جميع الاطراف .

فإننا على مشارف ايام من بداية عام دراسي جديد و بدأت كل اجهزة الدولة و خاصة وزارة التربية و التعليم في الاستعدادات و الترتيبات اللازمة للوصول الى افضل الخطط لتطوير و تحسين المنظومة التعليمية في مصر .. و لكنى للاسف الشديد اقول لكم ان كل هذا هباءا” ..

فالمنظومة التعليمة فسدت و تم تدميرها و الجانى و المجرم مازال حرا طليقا ..

المجرم الحقيقي فى قضية فساد التعليم و انحدار مستوى المدارس المصرية هو ” ولى الامر ”

حينما بدأت الاسر تتنافس على مستوى المدارس شكلا” و رفاهية” و تركت المستوى العلمي و الاخلاقى فإنها اجرمت في حق ابنائها .

حينما تخاذلت الام عن متابعة ما يدرسه ابنائها بالمدرسة و هربت الى المدرس الخصوصي للقيام بدورها و بالتالى صنعت شبحا تحاول منه اليوم فرارا

المعلم يا سادة كما قال استاذنا الجليل احمد أمين : ” المعلم ناسك انقطع لخدمة العلم كما انقطع الناسك لخدمة الدين ”

ما أغلى البضاعة التي يقدمها المعلم ، وما أرخص الأجر الذي يتقاضاه ، ما أقدس المهمة الموكلة إليه و ما أهون تصنيفه في المجتمع .

مطلوب منه أن يصقل الألماس ، فبين يديه أحجار كريمة عليه أن يقدمها للمجتمع براقة تعكس أشعة قوس قزح لتغمر الأفق بكل ألوان الطيف النقية كأجيال تتسلح بالعلم والأخلاق تدخل السرور لكل بيت وكل أسرة ، تنتظر نجاح أبنائها بفارغ الصبر و تفرح بتفوقهم فرحة العمر، وتمد الوطن بكل مقومات النجاح والتطور و التقدم

كل هذا الدور المقدس و الخطير عليه أن ينجزه ذلك المتواضع في قناعته , ذلك العظيم قيمة و قامة , ذلك الراقي صناعة و صنعا ..

فاذا كنا نحترم الطبيب و المهندس و الضابط و ننظر لهم نظره ابهار و احترام و اجلال , فكيف تكون نظرتنا الى من أنشأهم و علمهم و صنعهم ؟

إن تشريع القوانين المبالغ فيها في عدم الإساءة للطالب بدنياً ونفسياً شجع الكثير من الطلبة في استغلال ذلك بالتمادي الواضح على المعلم داخل المدرسة و التقليل من هيبته، فنحن لسنا ضد القوانين التي تحد من الإساءة للطالب، ولكننا ضد استغلال هذه القوانين في الإساءة للمعلم وتقليل هيبته.

أصبح تجريد المعلم من القيام بدور المربي مقيداً بمفاهيم الطلبة المغلوطة عن قوانين حمايتهم من الإساءة مما دفع إلى سوء فهم هذا الدور والنظر إلى أنه موظف لخدمة الطالب و ليس مربياً فاضلاً كما هو الدور الذي يليق به .

علاقة الاسرة بالمدرسة اتخذت منحنى سئ فاصبحت الاسرة تتعامل مع المدرسة و التعليم على انها سلعة يتم شرائها لاستكمال اشكال الرفاهية المجتمعية . لذا لم تحصل تلك الاسر الا على ما سعت الية و فقدت ابنائها في بحور هائجه من المظاهر و الكماليات المجتمعية التى دمرت القيم و الاخلاق و الهوية المصرية .

اما الاسرة التى تعاملت مع المدرسة على انها الحرم المقدس و المصنع الذي ينتج لنا رجال المستقبل و أمهات الغد فإنها هي الاسر التى وضعت ابنائها في قارب النجاة و حصنتهم بالاخلاق و التربية ثم زينتهم بالعلم .

في النهاية لم اجد خيرا من قول أمير الشعراء خاتمه لاول مقال في سلسلة مقالاتي ” المدرسة و الاسرة ”

قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى