اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريرعلوم و صحة

بؤرك تفشي كورونا ترقص والفيروس يحصد الارواح في باقي العالم

كتب دكتور فوزي الحبال
بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها في ووهان بعد أن
عُزِلَت عن العالم لمدة 76 يوما بين يناير وأبريل من العام 202‪0وبعد حملة فحوصات مكثفة من الربيع ك .
و لم تعد مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها فيروس كورونا المستجد مدينة أشباح، بعد عام على الحجر الصحي الذي شهدته اعتباراً من يناير 2020 ، بل عادت الحياة إلى مراقصها ونواديها الليلية، واستعاد سكانها الأحد عشر مليونا وخصوصا الشباب منهم حريتهم المفقودة، بينما يئن الملايين حول العالم تحت وطأة خسارة أحبائهم بسبب كورونا ويعانون من تدابير حظر التجول .
و في ملهى سوبر مانكي الليلي الضخم في وسط المدينة، لا يزال وضع الكمامة إلزاميا، ويتولى حراس الأمن عند المدخل فحص حرارة أجسام الزبائن، فلا يقبلون بإدخال من يظهر على الشاشة أن درجة حرارته تفوق 37,3 .
أما في داخل الملهى، لا يضع الزبائن الكمامة طوال الوقت مع أنها إلزامية، وتصدح موسيقى التكنو وتتراقص المؤثرات الضوئية على وقعها، فيما تنفث آلات الضباب دخانها بانتظام،
وفي هذا الجو المشتعل، يُقبل الرواد الكثر ومعظمهم في العشرينات باندفاع على الحلبة حيث يرقصون بحماسة، وبينهن شابات يضعن على رؤوسهن عصابات صُمم طرفاها على شكل أرنب لتغطية آذانهنّ، أما البعض الآخر فيكتفي بدور المتفرج .
يلاحظ عدد الناس في الملاهي الليلية أدنى مما كان عليه قبل الجائحة و أن الناس بشكل عام يخرجون أقل وينفقون أقل .
الصين تتعامل بشكل جيد جدا مع الوباء، وبات في إمكانها الخروج مطمئني البال في الوقت الراهن، لأن الصين نجحت عملياً في السيطرة على الوباء على أراضيها،بعد حجر صحي شاق التزموه قبل عام، عندما ظهر ما كان في ذلك الوقت فيروساً غامضاً. على الرغم من تفشيه موضعياً في الأيام الأخيرة .
والحكومة الصينية جيدة وتفعل كل شيء من أجل شعبها، والشعب فوق كل اعتبار. الأمر يختلف عن الدول الأجنبية .
وتبرز وسائل الإعلام الصينية على نطاق واسع ما يسببه الوباء من مآس في الدول الغربية تتناقض مع العودة إلى الوضع الطبيعي في الصين نفسها، وترى وسائل الإعلام في ذلك دليلا على تفوق النموذج الاستبدادي الصيني .
وتشكّل القواعد الصحية الشديدة الصرامة التي تطبقها بعض الملاهي أحد أسباب هذا التراجع، إذ تستقبل عدداً محدوداً من الزبائن، وتشترط الحجز سلفا، ولا تستقبل إلا من يقدّم إثباتا على أنه في صحة جيدة من خلال إبراز الرمز الأخضر على تطبيق التتبع، لكن كل هذه الشروط قد لا تكون أحيانا كافية للدخول .
فقد رفض ملهى إيمهان مثلا إدخال عدد من صحافيي وكالة فرانس برس لأن سجلّهم الصحي يشير إلى أنهم من بكين، حيث رُصِدت في الآونة الأخيرة بؤرة تفشٍ للسلالة المتحورة من كوفيد-19، في الضاحية الجنوبية للعاصمة الصينية .
وأثارت صور حفلة ضخمة في حديقة مائية مزدحمة في الصيف المنصرم دهشة بعض متصفّحي الإنترنت في عدد من دول العالم، حيث يواصل فيروس كورونا حصد عدد كبير من الضحايا .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى