اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريركتاب و مقالات

المواطن الرقمي ألى أين ؟

كتبت : رشا محمدي

عملية البحث عن معاني المصطلحات عملية هامة في توعية الشعوب ورفع مستواها العلمي والثقافي ومن خلال معاني المصطلحات يكون الحوار مع الآخر أسهل وأكثر فائده ….
وفي الآونه الآخيرة ظهر على سطح الحركة المجتمعية والاعلامية مفهوم ( المواطن الرقمي , والمواطنه الرقمية ) فكان لابد أن نستوضح الأمر مع المفكر العربي نادر عكو الذي يقضي وقته وهو يكتب في مواضيع علمية وثقافية وأجتماعية من مصطلح المواطن الرقمي والمواطنة الرقمية ….
وحول هذا الموضوع يقول المفكر عكو ….
…..
المواطن الرقمي هو الانسان الشامل الذي نبحث عنه لبناء الدولة الوطنية الحديثه التي تمتلك ارادتها الحرة وتنمي ذاتها بموارها الطبيعية والبشرية بعيداُ عن التبعية .
المواطن الرقمي هو القادر على أستخدام الأدوات الألكيترونية ولدية قدرة على الاتصال بشبكة الانترنيت للتواصل مع الاخر القريب والبعيد للحصول على المعلونة وأعادة أرسالها .
يمكن أن نعرف مفهوم المواطنة الرقمية بأنه مجموعة القواعد والضوابط والمعايير والأعراف والأفكار والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل والقويم للتكنولوجيا، والتي يحتاجها المواطنون صغارا وكبارا من أجل المساهمة في رقي الوطن.
بالاختصار فأن المواطنة الرقمية هي عملية شاملة (توجيه وحماية، توجيه نحو منافع التقنيات الحديثة، وحماية من أخطارها) أي هي التعامل الذكي مع التكنولوجيا.وصولا الى تحقيق أهداف التعليم الذكي .
نعم تعاظمت ثورة الاتصالات الرقمية الى مستويات غير مسبوقه ….
فقد وفرت هذه الثورة العلمية والتكنولوجية وسهلت وسرعت عمليات التواصل والوصول إلى مصادر المعلومات بكل حرية .
نعم وفي الوقت ذاته فكما تحمل هذه الثورة أيجابيات كثيرة على رفع السوية العلمية والمعرفية للفرد فأنها تحمل سلبيات مجتمعية مدمرة أذا أسيء استخدامها وتؤدي بالفرد الى التمرد على القواعد الأخلاقية والضوابط القانونية والمبادئ الأساسية التي تنظم شؤون الحياة الإنسانية للمجتمع وللدولة.
عملية متابعة حركة الأبناء هي عملية سامية تهدف الى بناء الانسان الصالح من خلال معرفة أهتمامهم وعلاقتهم بالاخرين وصولاُ الى القيام با‘ادة التوجيه الصحيح , لكن الأمر حالياُ لأصبح صعباً جداً مع قدرة أبنائنا من الأطفال والشباب على التواصل عبر الشبكة العنكبوتية مع أشخاص مجهولي الهوية والانتماء ,أو الاتصال مع مواقع مؤدلجة خطيرة لها أرتباطات شريرة كل ذلك يشكل خطراُ يهدد بناء الأسرة والمجتمع والدولة وخاصة في هذا العصر الضبابي الذي ضاعت فيه حقيقة الأشياء في دهاليز مشبوهة تحمل شعار الوطنية أحياناُ وحقوق الانسان أحياناُ أخرى …..
نعم أصبحت عملية متابعة الأطفال والشباب مستحيله خلال الكم الهائل من الساعات التي يقضيها الأبناء في مشاهدة الصفحات والمواقع والاتصال مع الاشخاص الأخرين مع انتشار الأجهزة اللوحية والكفية والهواتف الذكية المحمولة في كل زمان ومكان….
السؤال المهم … كيف يمكن الموأمة بين متطلبات العمل بالنسبة للاباء ومتطلبات المراقبة والمتابعة والتوجيه للابناء ؟
وهنا تبرز قيمة ثقافة الدفاع الوقائي في القيام بعمليات التوعية الأسرية لتطبيق الحماية الذاتية للفرد أثناء قيامه بعمليات الاتصال والتواصل للحصول على المعلومة ويتم ذلك من خلال تعريفه بالمخاطر المحتمله التي يمكن أن يتعرض اليها وسبل تجنيبه الوقوع في الخطأ وأثار هذا الخطأ أن وقع فيه وكيفية الخروج منه بأقل التكليف .
نعم نحن بأمس الحاجة الى الدفاع الوقائي لتجنيب المواطن الرقمي الأخطار المحتمله من خلال أستعماله للتكنولوجيا بلا حكمة ورشاد ….
فما هي المواطنه الرقمية Digital Citizenship التي سبقنا اليها العالم المتحضر ومارسها وأستفاد من أيجابياتها وحقق الفجوة الكبيرة بينه الذي يعيش على الابتكار والابداع وتحقيق الأمن الغذائي وبين من يعيش في الدول المتخلفه الذين يلهثون وراءه للاستجداء المساعدات وتقديم فروض الطاعة له بكل معنى الكلمة ؟
نعم أذا تابعنا منظومات التربية والتعليم في الدول المتقدمة نراها كلها قد تحولت منذ مدة طويلة الى منظومات تعليم رقمية تقوم بتعليم طلابها مواضيع المواطنة الرقمية في إطار منهج التعليم والتربية الرقمية أضافة الى تدريب أولياء الأمور زالمعلمين وفق خطة وطنية متكاملة.
المواطنه الرقمية ليس من بين اهدافها القيام بعمليات التحكم و المتابعه والمراقبة والتوجيه بل تهدف الى أنجازهذه الأمور بلمسة أنسانية تحفز الأطفال والشباب وبقية الفئات للتعامل مع التكنولوجيات الحديثه بحكمة ورشاد وصولاُ الى إيجاد الطريق الصحيح لتوجيه وحماية مستخدمي الوسائل التكنولوجية أطفال وشباباُ الخ من خلال تشجيع السلوكات الانسانية الحضارية والابتعاد عن السلوكات الشيطانية في التعاملات الرقمية بهدف بناء مواطن رقمي ينتمي الى وطنه ويسعى لاجل تقدمه.
لابد أن نعرف أطفالنا وشبابنا الواعد قواعد السلوك المعتمدة في استخدامات التكنولوجيا المتعددة وكيفية استخدامها في التبادل الإلكتروني للمعلومات، والمشاركة الإلكترونية الكاملة فى المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الإنترنت، وغير ذلك.
وبما أن المواطنه الرقمية هي القدرة على المشاركة المجتمعية عبر شبكة الإنترنت وبالتالي فأن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشكل منتظم وفعال بحكمة ورشاد .
وختاماُ فأن مفهوم المواطنة الرقمية مرتبط أرتباطاُ وثيقاُ بمنظومة التربية والتعليم المسؤولة مسؤولية تامه عن مساعدة المعلمين وأولياء الأمور لفهم ما يجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام أمين وآمن للتكنولوجيا .
نعم ليست المواطنة الرقمية أداة تعليمية وتربوية مجرده ، بل تتعدى ذلك الى إعداد طالب قادر على الانخراط الكامل في المجتمع والمشاركة الفاعلة في خدمة مصالح الوطن عموما وفي المجال الرقمي خصوصا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى