اخبار عاجلةمتابعات

الممر والملحمة التاريخية

الممر والملحمة التاريخية
بقلم الكاتبة / روان صبري

تمكنت السنيما المصرية أن تجتاز وتأخذ حيزًا جديدًا بعد ظهور فيلم الممر الذي أنعش سوق الأفلام المصرية الوطنية حيث أن فيلم الممر لم يكن

مجرد فيلم وطني عابرًا يمكننا مشاهدته فقط أو التنبأ بأحداثه فهذا الفيلم لم يتحدث كما تعودنا عن حرب أكتوبر”1973″ أو النكسة التي شاهدتها مصر

“1967” بل تحدث عن فتره لم تتحدث عنها الغالبيه العظمى من الأعمال المصرية الوطنية وهي فترة “حرب الأستنزاف” وندرك جميعًا أهمية تلك الفترة وأن ما حققته قواتنا في هذه الفتره كان تمهيدًا لتحقيق انتصار قواتنا

المصرية على العدو الإسرائيلي عام “1973” فنجد أن الفيلم يحتفي بهذه الفترة التي بدأت عقب الهزيمه مباشرًة

واستمرت نحو ثلاث سنوات حتي بناء حائط الصواريخ عام “1970”، وتناول الفيلم العديد من المشاهد والجمل التي أوضحت العديد من الحقائق مثلًا يقول أحد الجنود “نحن أنهزمنا قبل أن ندخل الحرب” وفي مشهد آخر يبدي

رائد الكتيبة ” أحمد عز” رفضه ليتسلم مجموعة من المجندين يرتدون الجلاليب جاءوا إلى وحدته قبل الحرب بأيام دون تجهيز أو إعداد أو تدريب

فكل هذا يبين لنا أن هذا الفيلم هو الأول من نوعه الذي يقدم نقدًا واضحًا لا شك فيه لأداء القيادة في مصر خلال حرب يونيو “1967” وخصوصًا القيادة

العسكرية وتحملها مسؤلية الهزيمة؛ وأيضًا الجملة الذي قالها القائد نور”أحمد عز” “البسو المموه عشان بيخافو منو” القليل منا يعرف معنى ذي المموه هذا الزي أصبح حلم كل ظابط يرتديه لأنه زي الفدائيين الأبطال الذين

لا يعرفون الخوف ولا اليأس ولا الهزيمة ولا حتى الإستسلام؛ فمن يرتديه يشعر من داخله بالقوة كأنه ارتدى بدله خارقة مثل الأفلام لأنه يستحضر روح الأبطال فهذا ما يثير الرعب داخل قلوب العدو، ويوجد في هذا الفيلم نوع

من التوازن، والمنطقيه فأنه احترم عقول المشاهدين ولم يتعامل مع صوره العدو الإسرائيلي بالصوره النمطية التقليدية التي شاهدناها في معظم الأفلام المصرية التي أنتجت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث أظهرت العدو

الإسرائيلي غير متزن، وخادع، ومتخلفا، وكاذب، كما نجح الممثل”أياد نصار” في خطف الأنظار إليه حيث مثل ببراعة دور الضابط الإسرائيلي قائد المعسكر الذي كان يتمتع بإزلال الأسرى المصريين وهدم روحهم المعنوية

وقتل بعضهم؛ وحتى عندما وقع أسيرًا في يد الجنود المصريين ، استخدم الشخصية البراجماتية النفعية التي تجيد كل أنواع الخداع وفي الوقت نفسه كان يعرف تاريخ اليهود جيدًا وصراعهم مع المصريين والعرب والمسلمين؛ كما

أن أمام هذه الشخصية الماكره كانت شخصية القائد المصري مكتوبه بحرفية فهو متحمس وقوي وغيورعلى وطنه ويتحرق شوقًا للثأر من اليهود الذين اغتصبوا وطنه؛ ومثقف والدليل على ذلك كان يجيد التحدث باللغه العبرية

بطلاقه ويرد على الضابط الإسرائيلي في كل الموضوعات من أول الأرض إلى الدين، ونرى ايضًا إصراره على الإنتقام من العدو وإنقاذ إخوانهم المصريين الذين وقعو أسرى في يد اليهود حيث أنهم رفضوا الأوامر التي

اتتهم وهي العوده إلى وطنهم بعد ما أتموا المهمه – مهمه تدمير الموقع الاسرائيلي الذي يوجد في قلب سيناء – وأصروعلى إنقاذ الأسرى المصريين حتى لو كلفهم الأمر بأن يضحوا بأنفسهم من أجل انقاذهم وبالفعل نجحوا

في انقاذهم وهذا يدل على إصرار الضابط المصري وشجاعته، وشهد الفيلم نجاحًا كبيرًا و السبب في ذلك حينما ركز على معركة محددة في الصراع العربي الإسرائيلي وهي مهمه تدمير موقع إسرائيلي في قلب سيناء؛ ولم

يغرق الفيلم في الخطوط العامة للصراع المعروفة للجميع بل ركز على مجموعه محددة من البشر تم تكليفهم بمهمه محددة وركز على نفسيات وضباط أبطاله الضباط والجنود خصوصاً تأثيرات الهزيمه وكيف أحبط الجميع من

أول كبار القاده الميدانيين إلى أصغر جندي مجند خصوصًا نموذج عامر ابن اسوان الذي ترك وحدته يائسًا من الهزيمه؛ وكذلك الجندي الذي رفض النزول من الجبة لأنه لا يستطيع ان يواجه والده بعد الهزيمه الأثنان عادا مره

أخرى وشاركا بفعالية في إنجاز المهمة، هذا الفيلم حقق إقبالًا كبيرًا لدي الجماهير المصرية ويعتبر أحد أضخم الأنتاجات السينمائية في تاريخ مصر بميزانيه تجاوزت الـ 100 مليون جنيه مصري، حيث نجد أنه حقق ثاني أعلى

الإيرادات في موسم عرضه عيد الفطر المبارك “2019” ويصنف في المركز الرابع في قائمه أعلى الأفلام دخلاً في قائمة السينما المصرية.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى