اخبار عاجلةتعليم و تكنولوجياكتاب و مقالات

المدير الفاشل

السويس/هبه حسن
يعد منصب مدير منظومة العمل من أهم المناصب الوظيفية التى يتوق إليها أى موظف، فبالنسبة لبعض الأشخاص؛ يعنى هذا المنصب الوجاهة الإجتماعية و القوة و السلطة، و هذه الأشياء يعشقها بعض الأشخاص المريضة اللذين يستمتعون برؤية نظرة الخوف فى عيون مرؤوسيهم، و يستمتعون أيضا بنفاق و تملق الناس لهم ، و لاعجب فى ذلك فالمنصب يعمل المستحيل.

عندما يتولى مثل هؤلاء منصب المدير، تتفشى الأمراض فى جسد المنظومة، والأمراض المقصودة هى فى الواقع أمراض خبيثة تضر بالعلاقات، و تؤثر على انتاجية المنظومة، حيث يلجأ هذا المدير المريض الفاشل بتصفية حساباته مع الموظفين الكفء الذين يفوقونه فى المهارات والكفاءة، فتارة يتجاهلهم و يقلل من شأنهم و يقرب اليه من هم أقل كفاءة و علما و خصوصا تلك النوعيات التى يميز تصرفاتهم النفاق، و تارة آخري يسبب لهم القلاقل و المشاكل حتى يضيق بهم حالهم و يتركون المكان. و قد كشف إستطلاع رأي أجراه مركز “غالوب” الأمريكي أن المدير الفاشل هو السبب الرئيسى في ترك الموظفين والعمال المتميزين للعمل، وأن أكثر الموظفين والعمال المتميزين عندما يتركون وظائفهم فإن هدفهم ترك المدير وليس الشركة أو المؤسسة.

المدير الفاشل يقوم بتعقيد إجراءات العمل، لأنه يعشق الروتين والمركزية فى الإدارة، فالمركزية تعني له انه يسيطر على مقاليد الأمور، فكل شيء لابد ان يرجع إليه ليوقع عليه، والكل يحتاجه و يتملقه فهو يعشق أن يكون مطلوبا و يحتاجه الآخرون، و يستمتع بأن يصيح فى الآخرين و يغضب عليهم، و احيانا يتطاول عليهم بالقول، فهو فظ و غليظ القول، لايجيد إدارة الأفراد.

المدير الفاشل يمتلك شخصية مخادعة ، كذاب، و كثير الوعود الكاذبة، يفتقد الى الشفافية، يخفى كل شيء ، و يجعل كل شيء غامضا مبهما، فهو يعتقد أنه إذا كان
واضحا، أصبح ضعيفا. و الحقيقة أنه يخاف من الشفافية مع مرؤوسيه، لأن الشفافية ستفضح ممارساته الخاطئة وتجاوزاته الوظيفيةالمشينة. لذلك يكره المدير الفاشل النقاش و المناقشة و الحوار مع موظفيه، لأن الحوار سيكشف مدى ضعف إمكاناته و مهارته الضعيفة و عدم كفاءته فى شغل المنصب.

المدير الفاشل متكبر و متعالى و متعجرف و لايرى إلا نفسه، فيعتقد أنه الأفضل و ما سواه فاشل لا يفهم، و أنه الآمر الناهى و الكل أدوات تنفذ قراراته دون نقاش، و عندما تفشل قراراته فى تنفيذ المكسب المطلوب، يلقى باللوم على الموظفين بأنهم أغبياء لم يفهموا ما أراد و هم السبب فى الخسارة،فهو لايتحمل مسؤولية قراراته الخاطئه.

المدير الفاشل يهوى الجمود و التقاليدية و لايطور نفسه و يحقد على الموظف الذي يطور نفسه أو يطالب بالتغير و إتباع أساليب جديدة، فهو لا يمارس إلا مااعتاد عليه، فهو لايثق فى قدراته و يعتقد أن قدرته على تعلم أشياء جديدة مثل إستخدام التكنولوجيا الحديثة فى الإدارة سوف تبوء بالفشل، و سيكتشف أته فاشل ، فيبدا بمحاربة فكرة التطور و الإستهزاء بها، و التقليل من شأن من يدافع عن تلك الأفكار، فتجده يطلب إحصاءات ورقيه متكرره و لايعلم ان جهاز الحاسب يمكنه تخزين البيانات و الإحصاءات . فالمدير التقليدى يعشق الورق و يعتقد أن “خطه” فى الكتابة أفضل من جميع الخطوط التى توجد في برنامج “الورد” بأي حاسب.

المدير الفاشل يعشق النميمة و الغيبة، ويفتح باب مكتبه على مصرعيه للموظف النمام، الذي ينقل أخبار الموظفين إليه، فالمدير الفاشل يريد أن يعرف ماذا يقول الموظفون عنه، فهو لايثق فى نفسه، و ما أفشل ذلك المدير الذي يقابل الموظف النمام بابتسامة عريضه، و يغدق عليه بالمدح و الحوافز و الترقيات!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى