اخبار عاجلة

إرهاب المساجد وحادثة العريش

كتب : هانى توفيق

كان إرهابيون استهدفوا مواطنين مدنيين بمحيط مسجد فى منطقة غرب العريش، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، نقلوا للمستشفيات القريبة من مكان الحادث. فقد وصل عدد
الضحايا الذين سقطوا جراء الحادث الإرهابي الذى استهدف أحد مسجد الروضة بالعريش بشمال سيناء، وصل إلى 235 شهيدا و85 مصابا.

الإرهاب هو الإرهاب بلا شك ليس له لون ولا دين ولا جنسية، ولكن الأجندات تختلف من تنظيم إلى آخر، فالإرهاب القاعدي مثال كان يستهدف الغرب بالإضافة إلى دول المنطقة. أماالإرهاب الداعشي فهدفه هو التخلص من أعدائه من أتباع الطوائف الدينية الأخرى، الذين شحن شيوخهم أدمغتهم بأنهم الأعداء الحقيقيون وليست إسرائيل أو الدول الغربية.

كانت العملية الإرهابية في مسجد الروضة في العريش ، والهدف منها كما هو معروف إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين، وزرع الكراهية بين المواطنين. السؤال المطروح

لماذا استهداف المساجد، وهي بيوت الله؟
الجواب: لأن هذه الأهداف سهلة الإختراق وكذلك لأن العنف الإرهابي أساسه قتل أكبر عدد من البشر.

وعبر كل العصور وفي مختلف المجتمعات كان استهداف دور العبادة أقصر الطرق لإشعال الفتن، وكان ومازال الوعي بأهدافها هو مما يطفئ فتيلها ويخيب مسعى دعاتها،

ونحن اليوم في المجتمعات العربية أكثر وعيا بالأهداف الحقيقية لإرهاب الطائفي ولهذا برزت حالة اللحمة الوطنية في حوادث الإرهاب في مصر والحقيقة

أننا لا نملك سوى اللحمة الوطنية سلاحا لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية، والوقوف صفا واحدا خلف الدولة في مواجهة مرتكبيها والتصدي لعرابيها، لأن البديل الوحيد هو استنساخ الحالة العراقية، وهي حالة ثمنها باهظ جدا على الجميع والخسارة فيها مضاعفة!

لقد خرج المصريون بعد كل حادثة إرهابية استهدفتهم خلال العقدين الماضيين أكثر صلابة في مواجهة الإرهاب وأكثر إصرارا على التصدي له، ومن الواضح أنه لا معنى لقداسة للمسجد
ولا لقدسية الصالة.

ومن ثمة، فهي تنظيمات بلا دين ولا أخالق ولا مشروع يستحق التوقف عنده. ان الوقوف صفا واحدا فى وجه الإرهاب الذى يريد أن يقضى على الأخضر واليابس في مصر عامة وفى سيناء خاصة.

أن هذا الحادث الذى استهدف المصلين يعد نقلة نوعية فى العمليات الإرهابية، وحلقة جديدة تسجلها االعتداءات السافرة للخلايا الإرهابية التى تستهدف المدنيين ورجال الجيش والشرطة ان استهداف المساجد والأضرحة الدينية ، جريمة ارهابية اتسم بها تنظيم داعش منذ اعلان خالفته المزعومة في العراق وسوريا وامتدت الهجمات

ضد دور العبادة في اليمن والسعودية والكويت دون مراعاة لحرمة او دين وبتبريرات لا تمت للإسلام والمسلمين بصلة والأن
وصلت العريش . يوما بعد يوم يثبت تنظيم داعش ان فكره الجرائم وعنوان القتل الذي يتفرد به يفوق كل تصور ويخرج عن اي تعاليم تمس للدين الإسلامي بصلة او للتقاليد واألعراف السائدة في منطقة الشرق األوسط والعالم العربي واإلسالمي . هذا اإلجرام لم يقف عند قتل المدنيين وتشريدهم واستعبادهم وبيعهم كسبايا او استغلال الأطفال وتجنيدهم

وادخالهم في ابشع الجرائم . لكن هذه الجرائم وصلت الى مرحلة أخرى مع استهداف التنظيم للمساجد ودور العبادة في دول متخلفة دون مراعاة لحرمة او دين وهو التنظيم الذي يتغنى بنصرته الإسلام والمسلمين ولكن وفق هواه .

هذه اللامة التي يثيرها نداء، ويبعث حميتها تاريخ، ويسيل عبراتها ماض زاهر، وحاضر ثائر،ومستقبل حائر!. ثم ال ترضى بالبناء والإطمئنان، والإصالح والعمران.

فالإيمان والعمل الصالح وإقامة نظام الإستخلاف في عمارةالأرض وتحقيق شروط التمكين الإنساني لهذا بدالا من الخوف الوسطية من خصائص األمة النظام هو سبيل استبدال الإنسان منالإسلاميه، ومن أعظم ما يتميز به أهل السنة والجماعة،

فإن األمن الفكري يعني حماية المنظومة العقدية والثقافية والأخلاقية والأمنية في مواجهة كل فكر أو معتقد منحرف أو
متطرف وما يتبعه من سلوك، ويحقق هذا المعنى الإلتزام بالوسطية ألنها تحول دون الشطط الذي يلحق بالفكر فيجعل صاحبه منحرفاا فكرياا.

إن الإستقامة على دين هللا وسلوك الصراط المستقيم من أعظم أسباب تحقيق السعادة وخلو المجتمع من أي انحرافات
إن الإرهاب باعتباره ظاهرة اجرامية او سلوك منحرف عن قواعد السـلوك الإجتماعي السائدة في المجتمع ، وذلك تأسيسا على ان السلوك الإجرامي ليس محض واقعة يجرمها القانون ،

ولكنه سلوك يصدر من انسان يعيش في بيئة معينة ووسط مجتمع معين ، ومن ثم فهو سلوك اجتماعي منحرف ، مما الريب فيه ان الإرهاب ، على اختلاف اهدافه ووسائله ، هو نتيجة

لأسباب مختلفة متعددة منها اسباب سياسية واخرى اقتصادية واجتماعية ونفسية .. الخ ،

ومن المتفق عليه ان دراسة هذه الأسباب مهمة صعبة ألنها تستلزم الغور في معظم المشكلات المعقدة التي تواجه الأفراد والمجتمع الدولي على حد سواء ، والتي تكمن فيها اسباب الإرهاب .

وقد تذرع البعض بهذه الصعوبة ورأى من االصوب التركيز اوال على اتخاذ تدابير عملية عاجلة لمكافحة االرهاب دون الآنغمار في محاولة تحديد اسبابه المتعددة والمعقدة ولكن هناك من رأى ان تحديد اسباب الإرهاب وازالتها يجب ان يسبقا العمل على اتخاذ اية تدابير لمنع الإرهاب

ونحن نرى ان تشخيص اسباب الإرهاب ولا سيما بعد توسعه في الفترة الأخيرة ، البد منه قبل الأقدام على اية اجراءات فعالة لإستئصاله في المدى البعيد .

ولكن هذا لا يعني بان العمل على اتخاذ تدابير لمنع الإرهاب يجب ان ينتظر ، بالضرورة ، تحديد اسباب الإرهاب وازالته وذلك ان مقاومة حالة من حالات الإرهاب يمكن ان تتزامن والمساعي المبذولة
لإستئصال جذورها ،

ونرى كذلك ان الإصرار على اولوية ما في معالجة مشكلة الإرهاب قد يؤدي إلى تجزيئية لا تفيد هذه المعالجة في شيء ، وبصورة عامة ، يمكننا القول بان تشخيص اسباب الإرهاب يساعد على ايضاح مفهوم الإرهاب الدولي ذاته واثارة مزيد من االهتمام بمكافحته.

إن الإرهاب باعتباره ظاهرة اجرامية او سلوك منحرف عن قواعد السـلوك االجتماعي السائدة في المجتمع ، وذلك تأسيسا على ان السلوك الإجرامي ليس محض واقعة يجرمها القانون

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى