أدباخبار عاجلة

الكلمة الطيبة وآثارها على خلق الله والانسانية

بقلم : د . فوزي الحبال
قال تعالي{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } ابراهيم (27 )
فالكلمة الطيبة صدقة آثارها ممتدة الى يوم القيامة، و هكذا كلمة ثابتة وفرعها في السماء فهذه الكلمة لها جذور عميقة متعلقة بمنهج الله ومتعلقة بوجودك في الدنيا ومتعلقة بالآخرة تنطلق هذه الكلمة الطيبة من مبادئ وقيم وصلة بالله تعالى.
من صفاتها انها تؤلف القلوب وتصلح النفوس وتذهب الحزن وتزيل الغضب وتشعر بالسعادة، فشبه الله تعالى شجرة لا إله إلا الله في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علوا والتي لاتزال تؤتي ثمرتها كل حين، فمن رسخت كلمة التوحيد في قلبه بحقيقتها ويشهد بها لسانه وتصدقها جوارحه فهذه الكلمة الطيبة تثمر كلاما طيبا يقارنه العمل الصالح فيرفع بهذا العمل الى الكلم الطيب، فإذا كانت النخلة شجرة طيبة فالمؤمن المشبه بها أولى ان يكون كذلك.
فكما أن الشجرة لا بد أن يكون لها عروق وساق وفروع وورق وثمر فكذلك شجرة الإيمان والإسلام فعروقها العلم والمعرفة واليقين وساقها الاخلاص وفروعها الأعمال وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من العمل الصالح، فالكلمة الطيبة هي كلمة الاخلاص لله، كلمة تحصل بها النجاة والفلاح.
مخاطبة البشر بأدب واحترام، خصوصاً الخصوم، دليل على الخلق الطيب الكريم، وهو من أهم صفات الرسل والأنبياء والعظماء، قال تعالى مادحا الكلام الطيب وأثره في النفس البشرية .
يشبه الله الكلم الطيب بالشجرة الطيبة المثمرة التي يستفيد الناس من ثمرها ورائحتها الزكية، أما الكلمة السيئة الخبيثة فيشبهها بالشجرة الخبيثة التي يجب أن تقتلع من الأرض وتمحى آثارها السيئة الخبيثة كي لا تضر الإنسان والبيئة.
وعلى هذا الأساس ينبغي على كل إنسان يتطلب عمله الاحتكاك بالآخرين وتوصيل أفكاره إليهم، عليهم أن يتحلوا بأدب الحوار والقدرة على التعبير واحترام الآخرين، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، وهو من رباه ربه فأحسن تربيته، فقد وصفه الله بقوله “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ”. فقد كان عفيف اللسان كريم الخلق، لا يخرج منه إلا الكلم الطيب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى