متابعات

” القناوي ” بطل من زمن أكتوبر الجميل

كتب – وائل القناوي :

ونحن نعيش حالياً أجواء الإحتفال بمرور ٤٨ عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة ، نلقي اليوم الضوء على أحد رجال حرب الكرامة واسترداد الأرض في السادس من أكتوبر 1973.

إنه والدي المقدم فني بالقوات الجوية صبحي عبد المعطي عبد الكريم القناوي ، الذي يبلغ حاليا ٧٩ سنة ، ويسكن حالياً في منزله رقم ٧ شارع بورسعيد بقرية زاوية بمم ، مركز تلا ، محافظة المنوفية ، الذي يروي لنا أحداث وأسرار حرب أكتوبر ، ودور القوات الجوية في هذا النصر .

قال لي والدي ، إنه بعد أحداث 5 يونيو 1967 كان متواجدًا في إحدى المطارات بوسط سيناء ، وصدرت الأوامر بالانسحاب إلى الاسماعيلية ، ومنها إلى مطار شرق القاهرة ، حيث وصلت إليهم بعدها مجموعة من الطائرات المفككة من قبل الاتحاد السوفيتي ، تم تجميعها واستخدامها في الطلعات الجوية وحرب الإستنزاف .

وأضاف والدي ، إنه وقع الاختيار عليه ضمن 40 آخرين لإرسالهم في مهمة إلى الاتحاد السوفيتي عام 1969 لمدة 4 شهور ، بهدف التدريب على الطائرة ميج 21 المعدلة ، والتي كانت تحمل كمية كبيرة من الوقود ، لتستمر أطول فترة ممكنة في الجو ، وتحمل كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر والصواريخ ، مؤكدًا أن تلك المهمة اقتصرت على 4 شهور فقط لحاجة مصر الماسة إلى هذه النوعية من الطائرات ، والتي أصبحت بعدها عصب القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973.

وأوضح والدي ، إنه بعد العودة من الاتحاد السوفيتي صدرت الأوامر بالتوجه نحو إحدى مطارات غرب القاهرة ، وفوجئوا بوصول الطائرات التي تدربوا عليها في الاتحاد السوفيتي ، وسارعوا بعدها في تدريب الأطقم الفنية على تلك الطائرات ، وفي تلك الفترة زار الفريق مدكور أبو العز قائد القوات الجوية القاعدة المتواجدين بها للإطمئنان عليهم وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم .

وأكد ، إنه في النصف الثاني من عام 1969 بدأت حرب الاستنزاف ، واستطاعوا إنهاك قوى العدو وتكبيدهم خسائر فادحة ، واستمر هذا الحال حتى جاء يوم إسترداد الكرامة وإستعادة الأرض .

ويروي والدي ، أنه بحلول 6 أكتوبر 1973 جرى تكليفه بقيادة فنيين التسليح بإحدى الأسراب المقاتلة ، وكان موكلًا إليهم مهام الإشتراك في الطلعة الجوية التي مهدت لهم الطريق لنصر أكتوبر .

وشدد على ، أن دور القوات الجوية في الحرب كان تنفيذ الطلعة الجوية بدقة ، وهو ما حدث بالفعل ، وتم شل حركة العدو ، وفتح الطريق لعبور القوات البرية لقناة السويس بجانب حماية الطائرات القاذفة ، وعمل مظلة جوية لحرمان العدو من الإقتراب من الأجواء المصرية ، لافتًا إلى أن ذلك جرى بفضل الله ، وتوجيهات قائد القوات الجوية آنذاك محمد حسني مبارك .

وتطرق والدي ، إلى أحد المواقف التي رآها ولم ينسها ، وقال إنه لن ينسى لحظة استشهاد زميله أمام عينيه لحظة تركيب كابل بإحدى الطائرات ، والتي تسببت في تفحم جثته .

ويتذكر ، أنه خلال حرب 1973 أصر هو وزملائه على صيام شهر رمضان رغم التعليمات والفتاوى الصادرة من دار الإفتاء بجواز الإفطار للمحاربين ، ولكنهم صمموا على الصيام .

وقال ، إنه خلال زيارة القائد الراحل محمد أنور السادات للقاعدة الجوية في المنصورة ، وعدهم بتوفير وظيفة مدنية لكل من شارك بحرب أكتوبر كمكافأة لهم على تضحياتهم ووطنيتهم ، مؤكدًا أنه حصل على نيشان القدوة الحسنة والخدمة الطويلة في عام 1982 من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك .

ولم ينس والدي ، أن الشعب المصري بأكمله ، لم يكن وراء الجيش ، بل كان مع الجيش ، وقبل الجيش ، وبعد الجيش .

ويضيف والدي ، كيف تحمل الشعب الكثير من شظف العيش ، وسوء الحياة تحت عبارة ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) ، وكيف كانت مظاهرات التأييد تجوب الشرق والغرب في مصر تطالب الجيش بالإقدام وتحقيق الإنتصار ، وهو ما تحقق بفضل الله تعالى ثم إرادة وبسالة القوات المسلحة ، وحكمة القيادة السياسية آنذاك .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى