اخبار عاجلةكتاب و مقالات

الطريق إلى الجنة

كتب د فوزي الحبال

في كل يوم جمعة وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشرة سنة يخرجان في إحدى ضواحي أمستردام
ويوزعان على الناس كتيبات صغيرة بعنوان الطريق إلى الجنة .
وفي إحدى الجمع كان الجو باردا وماطرا جدا ، الصبي ارتدى الكثير من الملابس حتى لا يشعر بالبرد وقال حسنا يا أبي أنا مستعد ، سأله والده مستعد لماذا ؟ .
قال الابن يا أبى لقد حان الوقت لكي نخرج لتوزيع الكتيبات .
أجابه أبوه الطقس شديد البرودة في الخارج ، أدهش الصبي أباه بالإجابة وقال ولكن يا أبى لا يزال هناك أناس يذهبون إلى النار ، الأب لن أخرج في هذا الطقس ، قال الصبي هل يمكنني أن أذهب لتوزيع الكتيبات ؟
تردد والده للحظة ثم قال يمكنك الذهاب وأعطاه بعض الكتيبات ، قال الصبي شكرا يا أبي و مشى في شوارع المدينة في هذا الطقس البارد والممطر لكي يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الإسلامية ، و بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه له ، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماما .
ثم استدار إلى الرصيف المقابل لكي يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب ، ودق جرس الباب فلم يجب أحد ، ظل يدق الجرس مرارا وتكرارا ، وﻻ جدوى ولكن شيئا ما يمنعه من ترك المنزل ، مرة أخرى التفت إلى الباب ودق الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة وهو لا يعلم ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت ، وظل يطرق فإذا بالباب يفتح ببطء .

وكانت تقف عند الباب امرأة كبيرة في السن ويبدو عليها علامات الحزن الشديد فقالت له ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بني ؟ قال لها الصبي الصغير ونظر لها بعينين متألقتين وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم ، سيدتي أنا آسف إذا كنت أزعجتك ولكن فقط أريد أن أقول لك إن الله يحبك حقا ويعتني بك وجئت أعطيك آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه ، وأعطاها الكتيب وأراد الانصراف ، فقالت له شكرا لك يا بني .

وبعد أسبوع وبعد صلاة الجمعة ، حيث كان الإمام قد أنهى محاضرة ، وقفت سيدة عجوز تقول لا أحد في هذا الجمع يعرفني ، ولم آت إلى هنا من قبل ،، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة ولم أفكر أن أكون كذلك ، لقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركني وحيدة تماما في هذا العالم .

ويوم الجمعة الماضية كان الجو باردا جداً وكانت تمطر ، وقد قررت أن أنتحر لأنني لم يبق لدي أي أمل في الحياة ، لذا أحضرت حبلا وكرسيا وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي ، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في إحدى عوارض السقف ووقفت فوق الكرسي وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقي ، وقد كنت وحيدة ويملؤني الحزن وكنت على وشك أن أقفز .

وفجأة؛؛؛
سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل ، انتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد
قلت لنفسي مرة أخرى من يكون ؟
رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت أذهب لأرى من يطرق الباب وبكل هذا الإصرار ، عندما فتحت الباب لم أصدق عيني فقد كان صبيا صغيرا وعيناه تتألقان وعلى وجهه ابتسامة لم أر مثلها من قبل ، حتى لا يمكنني أن أصفها لكم .

الكلمات التي جاءت من فمه مست قلبي الذي كان ميتا ثم قفز إلى الحياة مره أخرى ، وقال لي بصوت حان سيدتي، لقد أتيت الآن لكي أقول لك إن الله يحبك حقيقة ويعتني بك ، ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله الـطريق إلى الجنة ، وأغلقت بابي وبتأن شديد قمت بقراءة الكتاب ، ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي ، لأنني لن أحتاج إلى أي منهما بعد الآن ، أنا الآن سعيدة جداً لأنني تعرفت إلى الإله الواحد الحقيقي .
عنوان هذا المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت إلى هنا بنفسي لأقول الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءنى في الوقت المناسب تماما ، ومن خلال ذلك تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم ، دمعت العيون في المسجد وتعالت صيحات التكبير.. الله أكبر .
الإمام الأب نزل عن المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه هذا الملاك الصغير ، واحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ ، ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب .
و اخيرا كلنا نتذكر صور محمد صلاح و كتاب الله لا يفارقه ، التزامه الديني و بأنه يتوضأ قبل كل مباراة ، صلاح نموذج للإسلام الصحيح و قدم نفسه كنموذج إسلامي .
ماذا قدمنا للدعوة في سبيل الله و هل استخدامنا الواتس في سبيل الدعوة إلى الله أكثر أم للرسائل العادية والنكت .
فمن يعمل مثقال ذرة خير يره .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى