اخبار عاجلةدين و دنيا

الزعفران تراب الجنة

كتب : أحمد الشبيتى

في حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة في وصف النبي صلى الله عليه وسلم للجنة

قال (…وترابها الزعفران…) ،
وهناك عشرات الأحاديث التي تحدثت عن الزعفران وعن تطييب الثوب به

، والزعفران نبات بصلي عطري من فصيلة السوسنيات
, له بويصلة شعرية يتكاثر بواسطتها تحت التربة ويصل ارتفاع هذه النبتة من عشرة إلى ثلاثين سنتيمترا, والجزء الفعال في الزعفران هي أعضاء التلقيح وتسمى ’

’ السمات’’, وتنزع من الزهور المتفتحة ، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة على نار هادئة ، ويعدّ الزعفران من أغلى النباتات العشبية في العالم ، ولا غرابة في ذلك ، فقد ورد في السنّة النبوية الشريفة أنّ الزعفران هو تراب الجنة ، وهذا يدلّ على أهمية هذا النبات العطري المذهل ،

الّذي يستخدم عادةً كمسحوق في الكثير من العلاجات العضوية والنفسية

، نظراً لما يحتويه من عناصر فعّالة ومضاداتٍ للأكسدة ،
أثبت الزعفران فعاليّته العلاجية العالية ضمن مجموعة من الأبحاث الطبية

، ورغم أنّه باهظ الثمن إلّا أنّ بعض الناس يضيفونه كنوع من التوابل في طهي الأطعمة ، كما أنّه يُستخدم كمنكّه للقهوة العربية في بعض دول الخليج العربي

؛ فهو يعطيها اللون الأصفر الذهبي ورائحة مميّزة وفواحة

، بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران

, كما كان يزرع في منطقة كشمير أيضا, ومع هجوم المغول على إيران وجد الزعفران طريقه للصين,

وفي النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي حمل المسلمون هذه النبتة إلى الأندلس. أما أهم الدول المنتجة للزعفران حاليا فهي إيران , اسبانيا والهند ، أما أصل اسم الزعفران فهو مشتق من اللغة العربية أصفر , والذي جاءت منه كل الأسماء باللغات الأخرى ، ويعتبر الزعفران الأحمر ذو الرائحة العطرة والملمس الطري من أفضل الأنواع عالمياً وأجودها وأغلاها ثمناً ، وخاصّةً ما يزرع في إيران ، ويعود سبب ارتفاع أسعاره إلى أنّه مكلفٌ في زراعته ، ولتجفيف الزعفران لا بدّ من استخدام كمياتٍ كبيرة من الزعفران الطازج ،

ويُستخرج نبات الزعفران من زهرة الزعفران التي تتمتّع بشكلها الجميل وأزهارها البنفسجية التي تُصنع منها أرقى باقات الزهور عالمياً

ويساهم شاي الزعفران في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي ؛ حيث يفيد في التخلّص من الغازات في الأمعاء ،

وطرد الديدان المعوية والقضاء على الطفيليات والجراثيم المعوية ،
وتحسين عملية الهضم
، كما يعتبر منبهاً للمعدة ،
ويعالج التهابات غشاء اللثة ، كما يدر البول وينشّط عمل الكلى والمثانة
؛ فهو يستخدم لتنشيط الإفراز البولي وتفتيت الحصى في الكليتين والمثانة ،
يعالج أيضا الأمراض النفسية والعصبية ،
فقد أكّدت الدراسات الحديثة أنّ تناول كوب من الزعفران يفيد في علاج بعض حالات الاكتئاب والقلق

، ويشعر الإنسان بالسعادة والفرح
، ويزيل الخوف والعصبية وسائر الاضطرابات النفسيّة المفرطة ،
كما يساعد على استرخاء الأعصاب

، لذا يمكن اعتباره مهدّئاً ومسكناً للجسم

، كما أنّه مضاد للتشنجات العصبية

، وهو علاج فعّال للصرع ويثبط كهرباء الدماغ ،

كما يقوّي الذاكرة والقدرات العقلية الأخرى ،

ويعزز الطاقة الجسدية ، ويقوّي الحواس جميعها كحاسة اللمس والسمع والنظر والشم

، ينشّط كذلك عمل القلب
، كما يخفض من تسارع ضرباته ويمنع ضيق النفس الناتج عنه ، ي

خفف أوجاع الدورة الشهرية ويزيل التقلّصات الرحمية ،

يحسّن حالة القصبات الهوائية ،

ويزيل السعال والتهابات الرئتين والحلق

، كما يساعد في منع نمو الأورام السرطانية

، كما أنّ له أثر كبير في تقلّص حجم الأورام الخبيثة والمساعدة على اختفائها لغناه بمركبات مضادة للأورام

مثل اللايكوبين والبيتاكاروتين ،

يعرف عنه كذلك أنه يعالج أمراض العيونر؛ كالتنكّس البقعي ، ويقوّي ضعف النظر

، كما يعتبر وسيلةً للوقاية من العمى” فقدان البصر” الذي يرافق التقدّم بالعم

ر ، واحدة من الفوائد الرئيسية للزعفران عند استخدامه في طهي الطعام هو أنه يحتوي على العديد من

المكونات الكيميائية النباتية التي لها خصائص تساعد على الوقاية من الأمراض ، كما أن الزعفران يحتوي على الزيوت الأساسية و التي عندما تضاف إلى الطعام فإنها تضفي نكهة فريدة من نوعها , وبعض هذه الزيوت مثل سينول ، بينين ، بورنيول ، جيرانيول وغيرها ، وبصرف النظر عن الزيوت الطيارة ، فهناك أيضا مكونات نشطة غير متطايرة مثل الكاروتينويد التي هي من المواد المضادة للتأكسد المفيدة للجسم , والتي تمنع تفاعلات الجذور الحرة التي تنتج كل الأمراض الضارة , وتحتوي على الكاروتينات مثل زيا-زانثين ، الليكوبين ، ألفا وبيتا كاروتين , وهذه أيضا واحدة من الاستخدامات الرئيسية للزعفران ، في كثير من البلدان لا يعتبر الزعفران من التوابل فقط , بل يتم استخدامه في أنواع مختلفة من العلاجات مثل إزالة السموم ، وكذلك في المنتجعات ، ومن فوائد إضافته للطعام أن الزعفران هو أيضا مفيد للجهاز الهضمي ويساعد على عملية الهضم ويمنع الإسهال و الإمساك و اضطرابات القولون المختلفة ، كما أن البوتاسيوم الموجود في الزعفران هو مصدر ضروري لتشكيل الخلية والإصلاح ويساعد البوتاسيوم على الحفاظ على ضغط الدم ومنع أمراض القلب ، أما الحديد هو عنصر مفيد جدا في الجسم والدم ويدخل في تكوين الهيموغلوبين و هو عامل مساعد في إنتاج خلايا الدم الحمراء أيضا ، كما أن المحتوى المعدني الكلي المكون من الكالسيوم والفيتامينات والبروتينات الموجودة في الزعفران تضمن الحفاظ على الصحة المثلى ، قناع الزعفران مفيد جدا للبشرة يفتح يغذي يعالج حب الشباب يزيد النضارة ينعم يحسن نسيج الوجه يعالج جفاف الجلد ، أما بالنسبة للشعر فهو يحفز نموه ويوقف تساقطه وينعمه ، وذكرت الدراسات الحديثة أن تناول الزعفران ، بانتظام يجعل خلايا العين الدقيقة الضرورية للبصر أكثر مرونة وقوة في مقاومة الأمراض ، وأظهرت تجارب أجريت أخيراً على جرذان أن المأكولات التي قدمت إليها وبداخلها الزعفران حمت عيونها من الأذى الذي تسببه أشعة الشمس القوية ، كما أبطأت الإصابة بأمراض جينية مثل التهاب الشبكية الصباغي وذكرت صحيفة الدايلي تلغراف أنه تبين للباحثين أيضاً أن الزعفران يقلص خطر التلف الذي يصيب منطقة صغيرة في خلف العين ، وفي دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة’’ الطب والبيولوجيا التجريبية’’ المتخصصة , أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان ،

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى