اخبار عاجلةكتاب و مقالات

البحث عن الآثار أسرع طريق الواهمين للثراء

يكتب : محمد العمدة

أنتشر في الآونة الأخيرة ومازال يحدث حتى قراءة ما بين السطور هوس الثراء المتمثل في حلم التنقيب عن الآثار فقطعة اثرية واحدة تغير مسيرة عائلة بأكملها لذا اتخذ العديد من الأشخاص ذلك الحلم كوسيلة للوصول للثراء

ولعل حلم الثراء المتمثل في قطعة أثرية جاء كمفتاح للهروب من الفقر وارتفاع الأسعار والظروف المعيشية والجهل دافعا البسطاء للسعى وراء حلم التنقيب فقد أصابت حمي التنقيب عن الآثار عدداً كبيراً من اهالى قريتنا والقرى المجاورة بمركز نجع حمادى و يطول الأمر ايضا كافة قرى محافظه قنا وإن شئت قلت في جميع ربوع الوطن

فلا تخلو قريه من هذه المأساة طمعاً في الثراء السريع وزاد الطين بلة ظهور فئة من الدجالين والمشعوذين الذين يسيلون لعاب الواهمين بأن بيوتهم عائمة فوق قصور ومعابد ومقابر الفراعنة

ويقوم هؤلاء الدجالين باقناع الكثير من الاهالى بالحفر تحت أساس البيت لمسافة تصل الى 10 أمتار او أكثر دون اى سند علمى او جغرافى ودون اى عوامل الامان الا انهم يوهمونهم انهم روحانيين وفلكيين

وبعد عناء شهور طويلة ومصاريف بالآلاف وخراب الديار دون جدوى ينتهى كل شئ وتتكرر المسألة كل يوم فى مكان آخر وضحية أخرى

لينتشر هوس الحفر في المدن والقري وتحت المنازل بحثا عن قطعة أثرية واحدة قد يصل ثمنها إلي أرقام فلكية من الدولارات إذا توافر الحظ وقد يؤدي إلى انهيار المنزل أو منازل الشارع كله دون جدوى .. ليضيع حفر المنقبين هباء ويبدأ حلم جديد في شارع آخر وإن كل من هب ودب أصبح يتكلم عن تجارة الآثار وأن التافهين يكذبون على بعضهم البعض بأن لهم قاعدة كبيرة ممن يستطيعون إخراج هذه الكنوز من باطن الأرض وهي في الحقيقة أضغاث أحلام

وينتهي الأمر بإخراج أويش الحجر خالية من الآثار فكم من الاهالى قاموا بالتنقيب ولم يجدوا شئ سوى كسر قلة وبقايا زير من أجدادهم الأقربين مخلفة المئات من ضحايا النصب وأحيانا ما يكون هناك قتلى بسبب الحفر بمساحات عميقه وتجييف التربه عليهم

والراي الديني في موضوع التنقيب عن الآثار ففي فتوى للدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق

قال فيها أن الآثار هى ما وجد فى باطن الأرض ويطلق عليه “الركاز” ويخرج لها زكاة وأن مهمة الدولة هى التنقيب عن الآثار والمعادن فى الأراضى المملوكة للدولة أما الأراضى المملوكة ملكية فردية فإن ما وجد فيها هو ملك لصاحب الأرض بحسب قوله

واستشهد الدكتور عبد الحميد الأطرش بالواقعة التي حدثت فى عهد النبى صل الله عليه وسلم حيث يقول: “حدث أن رجلا باع لآخر قطعة أرض في عهد النبي وإذا بالمشترى يعثر فى باطنها على قطعة ذهب فأخذها إلى البائع فرد عليه الأخير أنا بعت لك الأرض بما فيها

فذهبا إلى النبى فطلبا منهما أن يزوجا ابنة أحدهما بابن الآخر وينفقا عليهما من قطعة الذهب التى عثر عليها”.

وقال بعد ذكر ه لهذه الواقعة الذي استند إليها في فتواه “الذى نخلص إليه من هذه الواقعة أن ما تعثر عليه فى الأرض المملوكة لك هو خير لك، لكن مع ذلك فإن التنقيب عن الآثار هو مهمة الدولة لأن ما يحدث فى عملية التنقيب هو عبث وأدى لإيذاء الكثير من الناس، وانهيار عقارات بأكملها عليهم

بالإضافة لعمليات النصب والاحتيال لأنهم لا يعلمون ولا يعرفون وردا حول الحكم الشرعى إذا كان الذى ينقب عن الآثار لديه علم بعمليات التنقيب قال الأطرش: “لو يعلم ونقب فلا شىء فى ذلك بشرط إخراج الزكاة

وقد اختلف الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية مع فتوى إجازة التنقيب عن الآثار حيث قال إن الأصل أن المعادن كلها مملوكة للدولة ومن يملك الأرض فله ظاهرها أما باطن الأرض فليس ملكا له ومن الممكن أن يحصل على تعويض من الدولة فى حالة العثور على آثار داخل الأرض المملوكة له”

وفي السياق القانوني
فعقوبة التنقيب عن الآثار بدون ترخيص من الجهات المختصة :
ينص عليها القانون في الفقرة الثالثة من المادة “٤٢”من قانون حماية الآثار رقم ١١٧ لسنة ١٩٨٣ المعدل بالقانون رقم ٣ لسنة ٢٠١٠ على الآتى :
على أن تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل سنة و لا تزيد على سبع سنوات و بغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه و لا تزيد على مائة ألف جنيه كل من قام بالآتى ١هدم أو أتلف عمداً أثراً منقولاً أو ثابتاً أو شوهه أو غيرمعالمه أو فصل جزءاً منه عمداً
٢ أجرى أعمال الحفر بقصد الحصول على الآثار دون ترخيص
وسوف يتم تعديل هذا القانون لتكون العقوبات فيه مغلظه ورادعه لكل من تسول له نفسه أن ينقب عن الآثار
في النهايه اقول للواهمين لا تنجرفوا حول وهم قد يصل بكم الي السجن وضياع الأموال واعلموا أن طريق النجاح أو الثراء لن تصلوا إليه إلا بالتوكل علي الله والتعب والاجتهاد عودوا الى الصواب ولا تهدروا وقتكم واموالكم سدى
اللهم قد بلغت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى