اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريركتاب و مقالات

“محمد العمدة” يكتب “يناير ليست ذكرى ولكن”

تمر الايام مسرعة و يهل يناير من كل عام وخاصة يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر ليدب فينا روح الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ويحيي الأمل وينير عتمة الحلم فينا ويؤكد على ضرورة تحقيق حلم الكرامة والتغيير ليكشر الشعب في ذالك الوقت من عام 2011 عن أنيابه, ويخرج عن الصمت في وجه نظام “الأمبارك”وعصابته هذا النظام الذي اعادنا إلى عهود الظلام نظام لا يعترف بحق ولا حرية ولا يستمع لمطالب تنادي بحياة كريمة ولا يسمع صراخ الفقر المدقع والجوع المؤلم من السواد الأعظم من هذا الشعب الذي يستحق كل غالي ونفيس فقد تحمل الكثير والكثير من إهدار حقوقه المشروعة
فاثورة 25يناير المجيدة التي قام بها شعب مصر من جميع طوائف المجتمع والتي باركها جيشنا العظيم ليست ذكري نحتفل بها ويهنئ بعضنا الآخر فالدُنيا إذا أقبلت وهبتك محاسن غيرك و إذا أدبرت منعتك محاسن نفسك القصة باختصار أنك لو ملكتُ الدنيا فسيقوم الناس بوصفك بكل الصفات التى تملكها و التى لا تملكها فأنت فى عيون الناس الأذكى و الأطهر و الأنقى و الأعقل و الأجمل و الأرقى و الأوسم و الأحسن و الأعمق …ألخ.،، أما لو ضاعت منك الدنيا فسيقوم الناس باتهامك بكل الصفات السيئة التى ليس لا علاقة لك بها
فأنت فى عيونهم إذن الأغبى و الأقذر و الأسوء و الأغبى و الأقبح و الأدنس و الأحقر ألخ
هذا تحديداً ما حدث مع كل المُتظاهرين فى 25 يناير عام 2011خرجوا إلى الشوارع فأسّسوا لأنفسهم مكانة عالية بين الجميع ، و حصلوا على ألقاب جيدة يستحقوها و حصلوا أيضاً على ألقاب جيدة لا يستحقوها
“ولكن” الآن لا نملك إلا البكاء على ما ضاع ، انتظاراً لأملٍ قد يعود و قد لا يعود فمنذ أيام قرات رواية للكاتب الأيرلندى صكوييل بيكيت اسمها ” فى انتظار جودو”
كانت رواية تتحدث عن هزيمة الإنسان أمام حلمه العبثى
فالوقوف أمام القبور ، انتظاراً لأجساد الأهل و العشيرة ، أن تعود إلى الحياة مرة أخرى ، لكى تسعى بيننا و الله إنه غباءٌ و عبث أن تعلم أن الفشل هو حليفك ثم تُحاول أن تنسج قميص النجاح من خيوط العنكبوت الواهية و الله إنه الضياع و الفساد العقلى أن تعترف بهزيمة مشروعك ، و تعترف بانتصار المشروعات الأُخرى و الله إنه الحكمة فى وقت ضاعت فيه هيبة الحكماء
أنظروا إلى المرآة لتعرفوا أنكم لم تُحققوا أى شىء ، سوى الصُراخ و البكاء و إلقاء أنفسكم فى المحرقة ، بل ألقيتم بأنفسكم فى الأخدود المُحرق ـ بلا مُقابل و بلا نتيجة تعلّموا من دروس الماضى و لتعتبروا للمستقبل
فلن تنتهي الثورات الا بانتهاء أسبابها فالثورة هي روح سينتقل حتما من جيل إلى جيل آخر وهي أمل يسري في عروق كل الأحرار ربما تنكسر قليلا ربما تتعثر ويبقى في النهاية الأمل الذي لا يُمكن هزيمته
سلامآ علي كل ارواح شهداء ثورة يناير من شرطة وشعب
سلاما على شهداء الكرامة ومن مروا من ميادين الحرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى