اخبار عاجلة

تأملات بقلم د \ علاء بازيد

متابعة : منى درغام

فى بحثه المضنى برحلة الحياه .. عن توأم الروح .. عبركثير من الفخاخ .. التى نصبتها له الرغبه المجردة والتسليات العابرة .. فى محطات الزحام فى حياته وضجيج العمل

.. وركض مشرئبا نحو أحلامه ..ينتظر أن يراها. . اغرته الوجوه فى محطات حياته .. وتلك القسمات و الخيالات لملامح حلمه القديم ..

هذا الحلم .. الذى انتظر عودته .. كلما ولد مساء جديد من رحم سأم الأيام .
وفى كل مره .. يخيل إليه .. أنه يقبض على الحزن بداخله .. ثم ما يلبث أن ينكفئ على أحلامه .. بنوح ولا يبوح .

وانتشلته من سهرة الوحده فى عمره .. ومن سهاد لياليه الموحشه بغياب الحلم وانحسار الدفئ الذى كان يسرى بين ضلوعه .

وتناهى صوتها إليه قبل أن يراها .. فايقظ الحياة بداخله .. فى البدايه .. كان يحسبها مجرد صوت .. يقتحم عليه وقته المزدحم بضجيج أفكاره ..

.. وبحاله الإحباط الحاله .. وبتفريغ الزمان من عواطف قلبه .. ليطرح سؤالا أو يبلور جوابا .. حول أفكاره وتأملاته لما يريد .

لكن صوتها .. سرى فى سمعه .. كجدول الماء الذى يتدفق على أرض عطشى ..
هو نفس الصوت .. الذى كان يحياه فى حلمه .. هى نفس العينين التى رأها فيه .. لتوقد بين ضلوعه بوح وجدانه أنثى هذا الصوت وتلك العينان التى كان يحياها حلما ويحلم بها حياه .

وانتشلته من سهرة الوحده فى عمره .. ومن سهاد لياليه .. ليرى كيانا إنسانيا قد يحقق له الحلم.. الذى طالما ارغد حياته .. وسقى تربة نفسه الظمأى .

وأحس بها فى عمره .. تراوح بين الحلم الذى يهدم كل الحواجز والموانع .. وبين الواقع الذى يزيد من ارتفاع تلك الحواجز . وغربت شمسها لتواعده بالشروق

وتظفر من بين ضلوعه دمعه على افتقاده لحلمه الذى أضحى سرابا بفراقها ..
وبينما يفتقد الأمل فى أن تعود .. وبينما هو بنظراته للبعيد المجهول .. حتى أطلت عليه .. بروحها الدافئه حانيه .. قادمه إلي حاضره المتشقق بعطش الروح وصمت الفرح فى داخله وتشربد رغائبه ..

وكأنها انبعثت من حنايا ضلوعه .. ولمعت كبرق خاطف .. فأضاء وجهها العائد إلى حميمته دهاليز الظلام فى داخله .. عادت إليه .. ليسمع صوتها .. يسرى فى عروقه .. ويستقر فى شريانه.. مختلطا بدمه ..

ونادته دون أن تبوح .. وكأن ندائها .. ينبعث من تجربه أثمرت عن جراح ترسبت بداخلها .. فهى تريد ما أراده وتبحث عنه .

وأحسها فى تمردها .. بأنها نخله فى صحراء .. محمله بأشهى الثمار تناديه ..
ولكنه يخشى النداء .. فهى تشعر بأن سنواتها كانت بلا عمر .. وأنه عمر ما تبقى من تلك السنين .

وأحسها زهرة ولكنها سيف .. تعطر لحظات حياته بعبقها كزهره .. وتقطع مشاعره بشرودها كسيف .. وتمناها أن تهدئ من جراحها وجراحه .. ويستحوذ عليه دفئ الكلمات معها بعد أن أغلق قلبه ..

وهى تحاول أن تطرد عواطفها من تأملاته وتفاؤلاته .. قالت .. وهى تحاول أن تمح حزنه بابتسامه .. إلا أن الضحكه صارت خافته بعد البكاء .

وهى ما زالت تشعر انها امرأة قويه .. ومعنى القوه يكمن فى إرادتها وليس فى عنفها .. ضعيفه .. كلما صممت على كبت عواطفها .. والتوارى فى العزله .. وتغريب مشاعرها واخفائها .. عن إنسان .. تعرف أنها فى وجدانه هى الحلم .. وأنها فى نفسه .. هى صوت عمره .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى