متابعات

فلسطين عقيدة ودور الاسرة والمعلمين

كتب : محمود ابوالمجد احمد 

إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على أهلنا في عزة لمحزنون ، شاهد العالم بأكمله ما يجرى الان في غزة المحتلة من الكيان المجرم والغاشم والمحتل ولا شك ان لكل فرد منا دور حتى ولو بالدعاء

 دور الاباء والامهات في البيوت  :-

دورهم ان يعرفوا أولادهم صباحا مساءا ان قضيتنا الأولى والاخيرة هي فلسطين وان نعرفهم أن فلسطين هي سكن وموطن الانبياء فنبينا ابراهيم هاجر إبراهيم إلى فلسطين وسكن قرب قرية أربع (وهي مدينة كنعانية) في المكان الذي أنشأت فيه فيما بعد مدينة الخليل وعلينا ان نعرفهم أن ان نبيا الله لوط نجاة الله من العذاب الذى نزل على قومه الي الارض المباركة وهي ارض فلسطين قال تعالى {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت: 26]

ونبيا الله داود عاش في فلسطين وبنى محراب فيها قال تعالي يقول الله تعالى: “وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ سورة البقرة اية 251.

نعلمهم على ان نبي الله سليمان حكم العالم من فلسطين تولّى سليمان -عليه السّلام- الحكم على بني إسرائيل بعد وفاة داود -عليه السّلام-، وكان له من العمر حين تولّى الحكم ثلاثة عشر عاماً، وآتاه الله الملك والنبوّة معاً، وقد دعا الله -تعالى- أن يُؤتيه ملكاً لا يؤتيه لأحدٍ من بعده، فاستجاب الله -تعالى- له دعاءه وسخّر له الإنس، والجنّ، والطّير، والشّياطين، والرّيح، فكان إذا خرج من بيته متوجهاً إلى مجلسه أقبل إليه الطّير، وقام الإنس والجنّ ليُجلسوه.[٤]

وقصه مه النمل حينما خاطبهم وقال لهم يا ايها اعز الدين ابن الأثير (1997)، الكامل في التاريخ (الطبعة 1)،

ادخلوا مساكنكم كان في مكان يسمى وادي النمل بفلسطين هو بجوار عسقلان قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)،[١٣ سورة النمل اية 18

]فقد رأت النّملة سليمان وجنوده وخافت على بقيّة النّمل من أن تيدهسها الجنود، فصاحت تنبّه النّمل ليدخلوا البيوت، فسمع سليمان ما تقوله النّملة، فتبسّم ضاحكاً، حيث ذكرت النّملة أنّ سليمان وجنوده لا يمكن لهم أن يتعمدوا الإيذاء حين قالت أنّهم لن يشعروا بدهسنا، وشكر الله على ما أنعم به عليه وعلى والديه، قال -تعالى-: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) سورة النمل اية 19

سألك ابنك لماذا أنت مهتم بفلسطين وتتابع أخبار بيت المقدس؟ فماذا تقول له؟ وما هو جوابك؟ أقترح على القارئ قبل أن يكمل المقال أن يتوقف قليلا ويفكر في جواب يقوله لابنه لو طرح عليه هذا السؤال، وفيها كذلك محراب زكريا عليه السلام، كما أن موسى عليه السلام طلب من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة، وسماها المقدسة أي المطهرة التي طُهرت من الشرك وجعلت مسكنا للأنبياء، وحصلت فيها معجزات كثيرة منها ولادة عيسى عليه السلام من أمه مريم وهي فتاة صغيرة من غير زوج، وقد رفعه الله إليه عندما قرر بنو إسرائيل قتله،

وفيها هزت مريم عليها السلام جذع النخلة بعد ولادتها وهي في أكثر حالات ضعف المرأة، ومن علامات آخر الزمان فيها أن عيسى عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء، وأنه سيقتل المسيح الدجال عند باب اللد في فلسطين،

وأنها هي أرض المحشر والمنشر، وأن يأجوج ومأجوج سيقتلون على أرضها في آخر الزمان، وقصص كثيرة حصلت في فلسطين منها قصة طالوت وجالوت. ‏قال ولدي: وماذا عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلاقته بفلسطين؟ قلت يا ولدي: لقد كانت القبلة في بداية فرض الصلاة تجاه بيت المقدس، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة نزل عليه جبريل عليه السلام وهو يصلي وأمره أن يغير اتجاه القبلة من بيت المقدس الى مكة المكرمة فسمي المسجد الذي كان يصلي فيه «ذو القبلتين»، كما أن رسولنا الكريم عندما أسري به ذهب لبيت المقدس قبل معراجه للسماء، فهي المحطة الأولى التي توقف فيها بعد انطلاقه من مكة باتجاه السماء، وصلى بالأنبياء إماما، ولهذا هي مقر الأنبياء، وقد سأل أبوذر رضي الله عنه «رسول الله: أي مسجد وضع أول، قال: المسجد الحرام قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون، ثم قال أينما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجدا». ‏يا ولدي: هل تعلم أن أبوبكر الصديق رضي الله عنه على الرغم من انشغاله بمشكلة ردة العرب بالجزيرة العربية وتجييش الجيوش لمحاربتهم ليردهم للإسلام الصحيح،

لم يلغ الجيش الذي أمر به النبي الكريم للذهاب للشام على الرغم من حاجته لكل طاقة يستثمرها لعودة الجزيرة إلى استقرارها،وهل تعلم أن العصر الذهبي للفتوحات الإسلامية كان أيام عمر الفاروق رضي الله عنه، وأنه لم يخرج من المدينة المنورة للاحتفال بفتح أرض أو بلد إلا فلسطين، فذهب إليها بنفسه وفتحها صلحا وصلى بها وتسلم مفاتيحها لإنقاذ النصارى من ظلم الرومان وقتها، ثم فتحها مرة أخرى صلاح الدين في يوم تاريخي من عام 583هـ وكان يوم جمعة يصادف يوم 27 رجب وهو في نفس تاريخ الليلة التي عرج بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء مرورا ببيت المقدس، وهذا اتفاق عجيب فقد يسر الله أن تعود القدس لأصحابها بمثل زمن الإسراء والمعراج. ‏قال ولدي: ولماذا سمي بيت المقدس بهذا الاسم؟ قلت: هذا الاسم كان قبل نزول القرآن فلما نزل القرآن سماه المسجد الاقصى، وسمي بالمقدس للقدسية التي كان يمتاز بها، ولهذا فإن أرض فلسطين والشام هي أرض رباط، فقد استشهد فيها بحدود 5000 من الصحابة الكرام وهم يحرصون على فتح بيت المقدس وتحريرها من ظلم الرومان، ولا يزال الشهداء يسقطون حتى اليوم،فهي أرض الشهداء وأرض الرباط. ‏قال ولدي: إذن أهمية المسجد الأقصى وأرض الشام مثل أهمية الحرمين مكة والمدينة أليس كذلك ؟ قلت: نعم يا ولدي والله تبارك وتعالى يجمع بينهما، ففي قوله تعالى (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين)، قال ابن عباس رضي الله عنه: التين بلاد الشام والزيتون بلاد فلسطين وطور سينين الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام بمصر، والبلد الأمين مكة المكرمة، وقول الله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)، في أحد الأقوال بتفسيرها أن أمة محمد ترث الأرض المقدسة،قال ولدي:الآن عرفت أهمية فلسطين والمسجد الأقصى وكما أعلم أن الصلاة فيه تضاعف إلى خمسمائة ضعف فهل هذا صحيح؟ قلت: نعم

علينا أباء وأمهات أن نعلم أولادنا انا فلسطين عقيدة وهى مسرا نبينا محمد صل الله عليهم وسلم

وعلينا نحن المعلمين في ربوع العالم من تخصص وقت ولو دقيقتين للحدين عن مكانة فلسطين وتضحياتهم وبطولاتهم حتى نرسخ في نفوس الطلابة مكانة فلسطين في قلوبنا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى