أدباخبار عاجلةفنون و ثقافةمتابعات

ورقة عمل مشاركة فى الملتقى العربي الدولى للفنون التراثية والتنمية البشرية فنون الإيجابية

بقلم : عبير سلام
مدربة تنمية بشرية

إنه آلة البقاء الجوهرية ,
إنه آلة كل مبدع فى كل الفنون الحياتية ,
إنه صاحب النتائج المذهلة فى الأبحاث والعلوم والإكتشافات ,
إنه آلة الإدراك المسيطرة على البشر والحياة .
إنه ما حبانا به الله سبحانه وتعالى عن سائر المخلوقات ,
إنه ليس العقل كما توهم البعض , فالعقل موجود لا محالة عند الجميع , ولكن مانرمى إلي الحديث عنه هو:
استخدام ذلك العقل.

إن كل منا يرى عالمه بعين ذاته , التى هى انعكاس لحالة وعيه وإدراكه , فما ذلك العالم إلا ميلاد لذلك الوعى ,

لا شئ يبدو كما نراه , والعالم الذى نخلقه من خلال رؤيتنا الذاتية , قد يبدو ليس ملائما , ولكن ما ندركه هو أشبه بالرموز والصور والأحداث التى ترى فى الأحلام ,

فهى ما تجعل وعيك يفسر ويؤول ويتفاعل مع أفكار لا وجود لها إلا بخاطرك ,
قد نتعرض كثيراً وكثيراً لمصادر لأفكارنا التي هي المؤثر الرئيسي في تكوين أحاسيسنا ثم سلوكنا ومن ثم بناء الشخصية وتحديد المصير .

ولكننا كبشر , لدينا كامل الحرية فى إختيار ما يحلو لنا فى شتى الأمور , إذا كان لدينا كامل الحرية فى إختيار ما نتناوله من طعام , وما نرتديه من ملابس , ومن يشاركنا حياتنا , إذا كنا نملك كل هذه الحرية , فمن الأحرى أن يكون لنا الحرية فى اختيار أفكارنا , قادرين على الإبداع وخلق كل جديد .

وجل ما يتطلبه ذلك منا هو الإدراك والوعى , إدراك الفكرة والوعى الكامل بتأثيرها .لم نخلق أوتادا .. ثابتين فى مكان واحد , بل رزقنا بحرية الحركة والتنقل فى مشارق الأرض ومغاربها , ليس للبحث عن الخلاص بواسطة خلق عالم خارجي أفضل ، ولكن لإيقاظ قدرات إيجابية مبدعة قد تخلق ذاتا متميزة .

إبدأ بنواة ذاتك وبذور إدراكك ووعيك , إبدأ بإختيار أفكارك , فعندما تكون حاضراً تماماً وواعياً ومدركاً ؛ والناس حولك يظهرون السوء من السلوك اللاوعي , فلن تشعر بالحاجة إلى ردة الفعل عليهم .

عندما تكون حاضراً وواعياً ومدركاً مهما زادت أعاصير الحياة ورياحها , فلا ينتابك الخوف ولا القلق لعلمك بأنها زائلة , ولديك القدرة على مجابهتها والإبداع في إيجاد البدائل والحلول .

إن الشرور كلها نتيجة اللاوعى ولكنك لا تستطيع التخلص منها إلا بإزالة بذورها التى تتمثل فى الأفكار , التغيير الحقيقى يحدث من الداخل , وليس من الخارج , وكن مبدعا بأفكارك ، بادئ لنشر فكراً إيجابيا ًتمارسه أنت .

عند إدراكك وأنتباهك لأفكارك منذ البداية وإنتقاء الإيجابي منها دون السلبي , قد تصل إلى حالة من السلام الداخلى , والسكون والهدوء .
فى تلك اللحظة تصل إلى مرحلة …..
لا مانع …..لا سدود ….. لا انهزام …..

وختاما…..
فلنفجر طاقاتنا محلقين بجناحي الإيجابية والإبداع في سماء عالمنا….
ولنبدع في تلوين حياتنا , واختيار زهور حديقتنا , وقبل كل هذا فلنتوكل على الله عز وجل ونتقن أعمالنا .

(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى