اخبار عاجلةكتاب و مقالات

حتى ولو إجتمع الأغلبية على رأى فهم كاذبون

بقلم : عماد الدين العيطة

سياسة رأى الأغلبية ليست دائما صائبة وربما هى على الأرجح تخطئ ولاتصيب الهدف وكثيراً لايتحقق من ورائها منفعة ، فلماذا نأخذ دائماً بسياسة رأى الأغلبية حتى ولو كانوا جهلاء كاذبون يعارضون الأقلية ولربما كانت الأقلية حكماء أو علماء ، والدلائل كثيرة فى حياتنا مثل سياسة الأغلبية فى التآمر على قتل البطل حتى يبقى الكل سواء أو الإنقلاب على الرئيس أو القائد ، وكثيراً ما يتوارى الأغلبية وراء شعار طلب المساواة وهم فى حقيقة الأمر يريدون المساواة فى الدرجات التنصيبية كارهين أن يكون هناك قادة غيرهم رغم أن رأيهم يعارض حكمة الله فى قوله تعالى : “جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات”
وفى كل الأديان علمنا الله فيها أن ليس كل مايجتمع عليه الأغلبية من رأى فهو صالح يصلح فى المجتمع ولكن دائماً مايكون ماكراً خبيثاً وينتهى الخذلان وفى القرآن قال تعالى: “ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” قالها الله عز وجل مخبرا عن الملأ من بني إسرائيل فيما هموا به من الفتك بعيسى عليه السلام وحكموا عليه ظلماً بالسوء والصلب عندما أخذهم اللؤم ووشوا به إلى ملك ذلك الزمان وكان كافرا مثلهم فقالوا له كذباً على عيسى أن هاهنا رجلاً يضل الناس ويصدهم عن طاعة الملك ويفند الرعايا ، ويفرق بين الأب وإبنه ورموه بالكثير من الكذب وأنه ولد من زانية ، كانوا أغلبية إجتمعت على آراء ظالمة حتى يستثيروا غضب الملك فيقلبوه على رجل واحد يقف على الحق وهو نبى الله عيسى ، ومن قبله ظلموا أمه مريم عليها السلام وإستغلوا أنها كانت صائمة عن الكلام طاعة لله فإتهموها بالبغاء حتى أنطق الله عيسى وهو فى المهد ليدافع عن أمه ويظهر براءتها
ومن قبلهما سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما إجتمع رأى الأغلبية على أذيته ثم قرروا أن يلقوه فى النار هو كان واحداً يقف على الحق وهم كانوا أغلبية ظالمة ، كذلك قوم لوط أصحاب الفسوق والعصيان وإتيان الفاحشة كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء ورغم أنه على الحق لكنهم أمام شهواتهم نفروه وهددوه بالطرد إن لم ينته عن إنكاره عليهم وتحذيرهم قال تعالى : “قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين” وأيضاً سيدنا يوسف عليه السلام عندما تآمر عليه إخوته وهم أكثرية وهو طفل صغير فقرروا أن يلقوه فى فى قاع البئر حقداً وحسداً وكراهية
أردت فى فقط أن أشير إلى خطورة أمر الأخذ برأى الأغلبية المتبع فى حياتنا .. بل نريد أن نأخذ بالرأى الصائب حتى ولو كان فردى ولا ننسى أن رأى سيدنا يوسف الفردى الذى كان فيه ما ينفع الأمة حين قدم خطة إقتصادية بارعة أنقذت شعباً مشركاً آنذاك وحكومته التي ظلمته من أزمة إقتصادية كبيرة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى