اخبار عاجلةتحقيقات و تقاريرمتابعات

عقوق الأبناء أم تسلط الآباء

بقلم / كواعب احمد البراهمي
من المؤسف أن نجد في مجتمعاتنا العربية فقط ما يجعل من الصعب الحصول على رضاء الأهل أو من الصعب طاعتهم .
وذلك لأننا في مجتمعاتنا العربية فقط أيضا يظل الأب والام في حالة دائمة من الشعور بالمسئولية تجاه الابناء ولكنها ليست مسؤلية كما يجب أن تكون .
ولكنها مسئولية مرضية بلغت إلى حد التدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة الأولاد .
وإلى إلغاء الشخصية تماما .
وذلك للأسف أنشأ جيلا هشا لا يعرف الصح من الخطأ وغير قادر على إدارة شئون حياته .
وذلك أيضا أصاب حياة الكثيرين بالفشل .
بل والفشل المتكرر .
فحاليا بدافع الحب أو بدافع الخوف أصبح يقرر الأب عن ابنه او ابنته ماذا يدرس و بأي كلية يلتحق حتى و لو لم تكن تتفق في ميوله أو طموحه .
وأصبح يختار له مجال العمل .
ثم امتد الأمر إلى اختيار العروس أو الإجبار على قبول العريس .
ولا ينتهى الأمر عند ذلك الحد .
بل أصبح التدخل في الحياة الشخصية للزوجين .
وفرض الرأي والسيطرة. والتدخل في أسلوب التعامل وفرض الرأي وأحيانا التصرف والتنفيذ بدلا من الشخص .
وقد يقوم الأب أو الأم بطرد الزوجة من مسكن الزوجية و كأن الزوج لا وجود له إطلاقا .
أو تقوم أم الزوجة بفرض رأيها وسيطرتها على البنت وتطلب منها عدم طاعة زوجها وترك بيتها حتى لو البنت لا تريد ذلك .
ونتج عن ذلك كثير جدا من خراب البيوت العامرة بدلا من العمل على التصالح و رأب الصدع .
لقد تغيرنا كثيرا نحو الأسوأ .
و إذا لم نحاول إصلاح نفوسنا نحن كآباء وأمهات بتغيير سلوكياتنا مع اولادنا .
فإننا نقوم بالقضاء عليهم دون أن ندري.فليس الحب هو فرض الرأي .
الحب هو أن تغرس في ابنك أو ابنتك منذ الصغر ما هو الصح وما هو الخطأ وما هو رأي الدين فيما يواجهكم من مشاكل و معترضات الحياة فإذا صادفته يوما مشكلة. .أو ما يستدعي اتخاذ قرار فإنه سيعرف كيف يختار .
وإن احتاج المشورة نقدمها له . دون فرض رأي ..
كثيرون منا يقارنون بين جيلهم و الجيل الحالي ..ولكنهم لا يقارنون ابدأ بينهم وبين جيل آبائهم .
كان جيل الآباء أكثر استماعا وأكثر عونا. فكريا وكنا أكثر حرية .
كانوا يتركوننا لتحمل مسئولية ما نفعل بدءا من حل الواجب المدرسي بمفردنا والتعرض للعقاب في المدرسة في حال تقصيرنا .
وذلك كان يجعلنا لا نكرر ذلك الخطأ بل نتحمل مسئولية التقصير .
وكنا نختار الدراسة ونختار الجامعة التي نريد الإلتحاق بها . ونختار العمل .
كنا نختار اصدقاءنا وكان دور الأسرة مهم في معرفه من أي أسرة ينحدر هذا الصديق. ومن أهله .
فكان التوجيه والمتابعة بعكس الآن ربما لا يعلم الأب أو الأم من هم الأصدقاء وذلك مع تعدد الصداقات على النت وعدم المتابعة .
فأصبح من الممكن أن يغزو بيوتنا أعداء لنا ولا نعلم هدفهم ولا ماذا يريدون .
إن تحمل المسئولية كان ينشئ جيلا قويا قادرا على فعل أي شئ فكان الشباب يستطيع بمفرده أن يقرر أن يتحمل مسئولية أسرته إذا تعرضت الأسرة لفقد ربها والمسئول عنها .
وكان يتحمل مسئولية الإنفاق والرأي حتى ولو كان سنه لم يصل إلى سن الثامنة عشر .
ولكن حاليا نشأ جيل متكاسل ضعيف يريد أن يحصل على كل ما يريد وذلك في وجود أب وأم من الممكن أن يستدين لكي يحقق رغبات ابنه او ابنته .
فكثر السوء و بعدنا كثيرا عن الدين وأصبحنا نتمسك بالقشور وأصبح التباهي والتفاخر بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان والتقليد فيما هو غير مفيد مثل أجهزة العروس وما ينفقه الأهل في أشياء لن تستعمل ولو بعد عشرات السنين .
كل ما أردت قوله إن الآباء لا يفهمون ما هي الطاعة الواجبة. وما هو العقوق المنهي عنه.
فلا يكون ابنك قد عقك عندما يختار طريقه وحياته وعمله وزوجته وكل ما يريد
فهو عاقل له عقله هو وحياته هو .
هو انسان رشيد سيحاسبه الله على كل شئ منذ سن البلوغ .
وسيحاسبه القانون على كل شئ عند وصوله سن الرشد واحد وعشرين عاما .
فإذا كان هو مكلفا أمام الله وأمام القانون لماذا تفرضون الوصاية عليهم .
لو تريدون لهم الخير اغرسوا فيهم القيم والمبادئ منذ الصغر. وشاركوهم الرأي في أمور الحياة .ثم اتركوهم يعيشون حياتهم فهي ليست حياتكم فليس لكم عليهم إلا النصح . وطاعتكم فيما يخصكم أنتم وليس في صميم حياتهم هم .
واتهامهم في حين عدم طاعتهم لكم بأنهم عاقين لكم وغير طائعين .
لإنكم بذلك تقضون على أفكار وطموح وحياة جيل كامل بجعله تابعا غير قادر على اتخاذ القرار .وفي الأثر قولا ؛ لاعبه سبع وأدبه سبع وآخيه سبع ثم أترك له الحبل على الغارب .
بالطبع ذلك لا ينطبق على كل الآباء ولكنهم الشريحة الأكبر من المجتمع بغض النظر عن المستوى المادي أو الاجتماعي أو الوظيفي أو المهني .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى