أحزاب وسياسةأدباخبار عاجلةكتاب و مقالات

احذروا زئير الأسد.”مصر”

احذروا زئير الأسد.”مصر”
كتب جابر عبد التواب
لك الله يا مصر فأعداؤك يتربصون بكِ من كل جهةٍ ومكان.
لك الله يا مصر فما تواجهية تنوء بحمله الجبال من كثرة التحديات والصعوبات.
لك الله يامصر.. من كيد الكائدين وعبث العابثين وأحلام الواهمين وأطماع الغزاة المستعمرين.
لك الله يا مصر رغم كل هذا، فأنت مستقرةٌ آمنة، هادئة، واثقة الخطوات مطمئنة إلى قراراتك تحققين آمال شعبك وتواصلين الليل بالنهار من أجل رفعته والحفاظ على مكانته وسد ثغراته وتأمين حدوده والمضي قدُمًا إلى ما يصبو إليه شعبك ويتمني.
هذه هي “مصر” الحضارة والتاريخ، بالأمس حاولت شرذمة سولت لها نفسها النيل من رجالاتك البواسل علي أرض الفيروز لكن هيهات أن يصلوا إلى مُرادهم كم أنتِ عتيّة وقويّة إذ لقنْتي هؤلاء درسًا قاسيًا وفتكتي بكل من حاول المساس بأبنائك.. فمن المعلوم أن «مصر» تواجه الإرهاب منذ سنوات، وتلاحقه وتدكُّ حصونه نيابةً عن العالم.
وها هي تواجه الموجة الخامسة من الإرهاب وتجفف منابعه فكريًا وأيدولوجيًا بالإضافة إلى تجفيفها أمنيًا وعسكريًا.. وبالأمس القريب واجهت أربع عربيات مفخخة بها مجموعات مسلحة بأسلحة ثقيلة وأحدهم يحمل حزامًا ناسفًا، ومع ذلك فشلوا في اقتحام «كمين بئر العبد» بسيناء الحبيبةومما ينبغي أن يذكر أن جنودنا فجروهم خارج محيط الكمين وقتلوا منهم ١٨عنصرا وإذا كانت «مصر» تلاحق الإرهاب في سيناء فإنها كذلك تتخذ من التدابير والإجراءات السياسية والدبلوماسية والعسكرية ما تمنع به سيطرة المليشيات المسلحة التي تصدّرها «تركيا» وتنفق عليها «قطر» للحيلولة دون الهيمنة على «ليبيا» حفاظًا على وحدة أراضيها واستقرار شعبها وضمانًا لأمن مصر القومي ولقد تحرك العالم لصيحات «مصر» وأعلنت «أوروبا» أنها تضم صوتها لصوت بلادنا في تحجيم هذه المليشيات وعُدّتها من حيث أتت.. وها هو العالم يستمع لصوت المنطق والعقل القادم من أرض الكنانة ليحول دون «سوريا» جديدة.
بل إن موقف «مصر» تجاه المليشيات التي تضخها «تركيا» إلى “سرت” أرهب تركيا وجعلها تفكرا طويلًا قبل أن تتأخذ أي قرار من شأنه أن يعرضها إلى هزيمةٍ منكرة.
إن «مصر» تعمل على استعادة توازن الدولة الليبية، وليس لها أطماع فيها؛ لذلك حضر مشايخ العوائل والقبائل وطلبوا تدخلها رسميًا.
ولم تنته فصول المواجهات عند هذا الحد فها هي “إثيوبيا” تستمر في عنادها وتعنتها وتُعلن ملء المرحلة الأولى من السد نتيجة الأمطار الغزيرة، ومع ذلك فمصر حريصة على التفاوض والوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل “سد النهضة” ولم تلوح باستخدام القوة العسكرية إلى وقتنا هذا، مما يؤكد على ريادتها وحرصها على تحقيق مصالح الأطراف الثلاث.
وعلى الرغم من هذه التحديات الخارجية والأثقال، فإن «مصر» لم ولن تنسى دورها إزاء “القضية الفلسطينية” لذا تراها في كل محفلٍ تُطالب المجتمع الدولي بضرورة استعادة حقوق الشعب الفلسطيني. زد على ذلك أن بلادنا رغم ما تتحمله من مسؤوليات تجاه شعبها وعروبتها فإنها أخذت على عاتقها مساندة الحكومة اليمنية الشرعية وتقديم كل وسائل الراحة الممكنة لرعاياها بالقاهرة.
إن «مصر» دولة كبيرة وعليها مسؤوليات جسام، ومع كل هذه الالتزامات الدولية فإنها حريصة على معالجة أزماتها الداخلية بحنكةٍ وهدوء، لعل ما يؤكد ذلك سياستها في التعامل مع أزمة “فيروس كورونا” التي نجحت فيها إلى حدٍ كبير حتى الآن.. في تخفيف آثاره والحد من أضراره بفضل الله ثم بإجراءاتها المتوازنة وخطواتها المحسوبة.
لذا ارتأت أن ترجأ فتح الشواطىء العامة والحدائق والمنتزهات إلى ما بعد أجازة “عيد الأضحى” للوقوف على مدى إمكانية فتحها والتي ستتم بنسبة تصل إلى ٥٠٪ من طاقتها الاستعابية، هذا بالإضافة إلى دراسة إمكانية عودة إقامة شعيرة الجمعة بالتدريج ووفق الخطط المقدمة من جهة الاختصاص.
إن «مصر» المنارة والحضارة ستظل دومًا حصن أمتها وحامي حماها.. تغيث كل من لجأ إليها، وتصبر على أذى بني قارتها.. ولكن بحيث لا يمتد إليها ضرر أو يصيبها أذى.
فاحذروا غضب الحليم وزئير الأسد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى