اخبار عاجلةكتاب و مقالات

الخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي 

كتب : السفير الدكتور فوزي الحبال

حينما أقف للعمل بالساعات الطويلة فإن جسدي يتحمل او في طابور الخبز وتبديل اسطوانة الغاز وتخليص اي معاملة ، وحينما أصلي أقرأ قصار السور لأنهي الصلاة، مع أنّ جسدي
قادر على أن أقف وأصلي لكن قلبي ليس بقادر .

كم من مرة سهرت امام التلفاز والتلفون و على أتفه الأمور، و لايمكنني قيام الليل او صلاة الفجر ولكن قلبي لا يستطيع لأنه نام من إرهاق السهر .
حينما أحرص أن يستيقظ أبنائي للمدرسة مبكراً طوال الستة عشر عاماً مسيرتهم الدراسية، وأفشل بأن أوقظهم لصلاة الفجر بل وقد أفشل في إيقاظ نفسي .
فإن مشكلتي ليس أني لا أستطيع الإستيقاظ مبكراً بل إن قلبي لا يستطيع أن يصحو لله ولكنه يصحو لأمور الدنيا .

حينما أجلس الساعات الطوال لاطلع على أخبار الدنيا وقيل وقال وأعجز عن الجلوس نصف ساعة لقراءة القرآن ومجالس الذكز .
حينما أحفظ دروسي جيداً وأذهب للامتحان لأنجح به وأنسى أني في طريقي للامتحان قد أموت لِأُمُتحن بمادّة أخرى قصرت بها طوال حياتي وقد خلقت من أجلها،، ألا وهي طاعة الله .

حينما أجد وقتاً لأستحم و آكل وأعمل وأدرس وأتحدث وأضحك فإن العلة ليست بأني لا أجد وقتاً للطاعات ولكن قلبي لا يمتلك وقتاً ليفكر بالطاعات .

فالتعلق بالحياة والدوران حول مطالب الجسد قد أفسدها.
واقع مؤلم انك تُصلي بغرفة فيها ناس يتحدثون وتنتهي من صلاتك
وقد عرفت كل ما دار في الغرفة من كلام وأحاديث جانبية وبأدق التفاصيل.
وفي المقابل حينما تكون مشغول بـ”الواتساب” و” الفيس بوك ” فقد لا تعي كلام أخيك وصديقك الذي يخاطبك وهو بالقرب منك ، وتكون حينها في حالة خروج عن التغطية ،
أليست هذه حقيقة نعايشها كل يوم .؟
أما آن لنا أن نخشع في صلاتنا .؟
حسن صلاتك… تتغير حياتك
المشكلة في النهاية ..ليست أننا لا نستطيع، فالله لا يكلفنا إلا بما نستطيع لكن قلوبنا لا تستطيع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى