اخبار عاجلةكتاب و مقالات

الحكم بعد المداولة .. رفعت الجلسة .. محكمة

بقلم : عماد الدين العيطة

عندما تغيب القيم و المبادئ عند بعض الطامعون فى التعدى على حقوق الأخرين أو عند بعض المتكبرون الذين غرتهم أنفسهم المريضة بأن يتعاملوا مع الناس بمظهرية كاذبة أو بالنظرية التى تفرق بين الغنى والفقير أو بين المتعافى صاحب العضلات المفتونة وبين الضعيف الذى لاحول له ولا قوة ومنهم من يتعامل مع البعض على أنهم الملوك والباقى كلاب السرايا ، هنا لابد وأن يتدخل القانون مرتدياً عباءة السيادة ليفرض قوته فلا يفرق بين الأفراد إلا بالتشريع الذى تم سنه من أجل هذه المهمة لظبط الأمور وتظهر المرأة التى رسمها الرومان ماسكة السيف ومعصبة العينين بمعنى أنها لاترى أحد وقت القصاص ليكون الكل عندها سواء أو يلمع وراء القضاة ميزان العدل ليرمز بأن الأحكام بين الأفراد لابد وأن تكون عادلة ويدعم ميزان العدل أية تحزم الأمور ألا وهى قول الله تعالى : “وإن حكمتم بين الناس أن إحكموا بالعدل”

وعلى صدد هذا فقد حدث فى محكمة أمريكية أن قاضية أمريكية إستشعرت الحرج فى إستكمال حكمها على رجل محبوس على ذمة قضية ما عندما تذكرت أن هذا الرجل تحرش بها وهى طالبة فى كلية الحقوق فتركت الحكم فى هذه القضية إلى قاضى أخر حتى لاتأخذها القسوة فى حكمها على هذا الرجل عندما يختلط غيظها مع حيثيات الحكم فيختل ميزان العدل فى محكمتها وبعدها تحولت هذه القصة إلى فيلم سينمائى حاز على إعجاب كل من شاهده ، وهناك قاضى مصرى عرضت عليه قضية كانت لمدرس إتهمه أحد الطلاب بضربه فقام القاضى امام الحضور بعدما حكم بالبراءة على المدرس وصافح المدرس المتهم بضرب الطالب وقال أمام الجمع أن المدرس كان من أفضل أساتذة المدرسة ولولاه ما أصبح قاضياً

هنا لابد وأن نقف جميعاً ملتزمين بتعليمات القانون رافعين القبعة لسيادة القانون ضعفاء أمام قوته متخذين الحيطة والحذر فى معاملاتنا متمسكين بمبادؤنا متزينين بأخلاقيانا الحميدة ، لكن شيئاً فشئ ويوماً بعد يوم لربما بدأنا نشعر بغياب القانون ولربما بدأ فى التخلى عن سيادته وقوته فى زحمة أحداث حياتنا التى أصبحت همجية إلى حد ما وبدأ مولد جديد من أباطرة الأموال الذين إعتقدوا أنهم إشتروا ضمائر الناس بل إشتروا الناس جميعاً كما يعتقدون وبدأوا فى إظهار أن قوتهم تغلب قوة القانون فى لهجة تميل إلى أن القانون خلق للغلابة والضعفاء

وللأسف فكل الأحداث اليومية بدت كما يقولون فإنتشرت الفوضى والبلطجة دون حكم رادع يمنع تفشيه وإستطاعوا أن ينشروا البلطجية فى كل مكان يحملون أسلحة متنوعة فمنهم من يحمل طبنجة يهدد ويقتل وأخر حامل مطواة يفعل ما يشاء ويهدد أمن أصحاب المبادئ الذين مازالوا متمسكين بمبادئهم ملتزمين بالقانون ومنتظرين عودته بقوة دون أن يخذلهم أو يخلع عباءته ويهملهم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى