أدباخبار عاجلة

ماذا لو قُلْتُ أَعْشَقُهَا

بقلم مصطفى سبتة
إنها حبيبتي ماذا لو قُلْتُ أَعْشَقُهَا
فَمَنْ تَكُونُ أَجَابَتْ أميرةُ ٱلْجُورِي
أَدْرِي ولكنني أَعْنِي حَقِيقَتَهُ
فَالْإِسْمُ ذا مُسْتَعَارٌ لِلْجَمَاهِير ِ
مَنْ أَنْتِ قَالَتْ مَلَاكٌ قُلْتُ ثَانِيَةً
مَلَاكُ مَنْ أَنْتِ قَالَتْ بِنْتُ عَمُّوري
أَتَعْرِفِينِي فَقَالَتْ عزَّ مَعْرِفَةٍ
فَقُلْتُ كَيْفَ فَقَالَتْ بالمناشير ِ
أَتَقْرَئِينَ فَقَالَتْ لَنْ تُصَدِّقَنِي
لو قُلْتُ أَعْشَقُهَا عِشْقَ الأغادير ِ
وحيثما ٱنْتَشَرَتْ في الحال أَلْقَطُهَا
كَالطَّيْرِ تَلْقَطُ حَبََّا بالمناقير ِ
فَقُلْتُ أَيْنَ ولا الإعجابُ منكِ أَتَى
ولا قَرَأْتُكِ تَعْلِيقًا بمنشور ِ
ولا الصداقةُ ضَمَّتْنَا وَسَائِلُهَا
قَبْلَ الظهورِ على مَاسِنْجَر ٱلْبُور ِ
قَالَتْ أَيُغْنِيكَ إعجابٌ فَقُلْتُ لها
كَلَّا وَلَكِنْ فَقَالَتْ ثِقْ بتوقيري
ماذا تريدينَ قَالَتْ حبَّ شَاعِرِنَا
فَقُلْتُ حُبِّي لديكمْ في مناشيري
قَالَتْ أُحِبُّ أَرَاهُ في طَبِيعَتِهِ
فَقَدْ سَئِمْتُ هواكمْ بالتصاوير ِ
ما تقصُدينَ فَقَالَتْ لَسْتُ كَاذِبَةً
فَقُلْتُ فِيمَ فَقَالَتْ فِيكَ يا نُورِي
غَابَتْ ثَلَاثَ لَيَالٍ لا أُكَلِّمُهَا
فَأَقْبَلَتْ بَعْدَهَا قَالَتْ مَسَا ٱلنُّور ِ
فَقُلْتُ أَهْلًامَسَاءُ ٱلْخَيْرِ وَٱسْتَلَمَتْ
تَحِيَّتِي ثُمَّ جَاءَتْ بالأزاهير ِ
قَالَتْ أُحِبُّكَ قُلْتُ ٱلْحُبُّ في نَظَرِي
عَبْرَ ٱلْحُرُوفِ قُطُوفٌ مِلْأَسَاطِير ِ
لَاتَطْرقِي ٱلْحُبَّ قَالَتْ :كَيْفَ يَاقَمَرِي
وَقَدْ سَلَبْتَ بِحَرْفٍ مِنْكَ تفكيري
دَعْنِي أُحِبُّكَ قُلْتُ : ٱلنَّارُ فَانْتَبِهِي
لا تُشْعِلِي بِثِقَابِ ٱلنِّت ِّ تَنُّورِي
قَالَتْ هَوَاكَ جَحِيمٌ صِرْتُ أَسْكُنُهَا
فَقُلْتُ وَاعَجَبًا قَالَتْ : مِنَ ٱلزُّور ِ
إِنِي أُحِبُّكَ حُبًّا قد تَغَلْغَلَنِي
تَغَلْغُلَ ٱلْخَمْرِ في أَعْمَاقِ مَخْمُور ِ
بَلْ صَارَ عِشْقُكَ تغزوني عَلَائِقُهُ
تَحْتَلُّنِي عُنْوَةً مِثْلَ المغاوير ِ
قَيَّدْتَنِي بالهوى حتى رَأَيْتُ بِهِ
عقلي وروحي وقلبي جَدَّ مأسور ِ
فَقُلْتُ أُسْطُورَةُ ٱلْعُشَّاقِ أَقْرَأُهَا
أَمْ صورة ٱلْوَاقِعِ ٱلْمُشْتَاقِ تَغْيِيرِي
بِاللَّهِ قُولِي فَقَالَتْ لي مُقَاطِعَةً
يا أَنْوَرَ ٱلْحُبِّ صَبْرًا دُونَ تَوْتِير ِ
فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ قَالَتْ هَلْ تُشَكِّكُ بي
فَقُلْتُ جِدًّا فَقَالَتْ هَاكَ مَسْتُورِي
فَهِمْتُ شِعْرَكَ أَفْكَارًا وَعَاطِفَةً
فَهِمْتُ فِيكَ هُيَامًا بالتعابير ِ
وَعِشْتُ نَارَكَ بِالْأَحْزَانِ فَاحْتَرَقَتْ
عَلَيْكَ روحي وَقَالَتْ حَوْلَهُ دُورِي
ذَاكَ الذي تسألينَ ٱلدَّهْرَ طَلْعَتَهُ
كَشَمْسِ حُبٍّ على كُلِّ الدياجير ِ
فَقُمْتُ أَجْمَعُهَا الأشواقَ قَائِلَةً :
إلى الحبيب إلى نُورِ الهوى طِيرِي
فَلَيْسَ في ٱلْفَيْس ِ غَايَاتٌ وَمَأْرُبَةٌ
ولن أَرَى مِثْلَهُ بَيْنَ النحارير ِ
وَهَأَنَا ذا على الأبواب وَاقِفَةٌ
يا غُرْبَةَ الروحِ لو خَابَتْ مشاويري
اضْغَطْ لِتَسْمَعَ حُبِّي في مُكَالَمَةٍ
لَحْنًا شَجِيًّا .. رَقِيقًا غَيْرَ منظور ِ
أَوِ ٱفْتَحِ ” ٱلْكَامَ” تَلْقَ ٱلْحُبَّ صُورَتَهُ
وَصَوْتَهُ ياحبيبا صَاغَ دُسْتُورِي
وَذَلَّنِي في هواهُ ثُمَّ ذَلَّلَنِي
بِرَغْمِ أَنْفِي لتبديلِ المعايير ِ
هَيَّا تَعَالَ فَإِنَّ الليل يَجْمَعُنَا
لا يَعْشَقُ الليل إلا ذو الأسارير ِ
دَعْنِي أَرَاكَ لِتَوِّي فالشجون لها
كما العيون حَنَيْنٌ للمناظير ِ
عَجِبْتُ منها وَجُبْتُ الأرضَ دون خُطًى
والروحُ في حَرْبِ إيماني وتكفيري
والقلب يَرْقُبُ قُرْبِي أو مجانبتي
ويسكبُ الشعرُ إِلْهَامًا بتصويري
وَاللَّيْلُ يسأل عن حُزْنِي وعن فَرَحِي
وَٱلْوَيْلُ كَالْخَيْلِ في تِصْهَالِ تحذير ِ
أَتَصْدُقُ ٱلْحُبَّ دُنْيَا ٱلنِّت ِّ بِٱمْرَأَةٍ
أَمْ تُغْرِقُ ٱلْقَلْبَ في بُعْدٍ وتهجير ِ
وَأَيُّ نَعْشَشَةٍ تُعْطِيكَ دَرْدَشَةٌ
وأي فَرْفَشَةٍ في صَفْوِ تكدير
ٱلْحُبُّ في ٱلنِّت ِّ حَرْفٌ ثُمَّ أُغْنِيَةٌ
ثُمَّ ٱنْسِجَامٌ وَثُمَّ ٱلْحَظْرُ لِلْحُورِ ِ
فكيف تَأْنَسُ نَفْسُ ٱلْمَرْءِ ما ٱنْجُذِبَتْ
بِحُبِّ فَيْسٍ من المحبوب محظور ِ
تَجَارُبُ ٱلدَّهْرِ للإنسان مَوْعِظَةٌ
وَعَقْلُهُ بين إِجْبَارٍ وتخييرِ
فَحْصُ العواقب قَبْلَ الفعل مَسْأَلَةٌ
تُنْجِيكَ مِنْ سُوءِ ِ أَيَّامِ الدهارير ِ
لا تَأْمَنَنَّ لِحُبِّ ٱلنِّت ِّ عن شَغَفٍ
فالنار تُحْرِقُ أحيانا بلا نورِ
أَثْنَاءَ ذلك جاءتني رسالتها
أَلُو..أَلُو .. ما جرى في كُلِّ تأخير ِ
فَقُلْتُ صَبْرَكِ إِنَّ النِّتَّ سُلْحَفَةٌ
بِبِطْئِهِ.. هَرَبًا مِنْ أَيِّ محذور ِ
قَالَتْ نُجَرِّبُ في “الإيمو” وإخوتهِ
والوتس أفضل في قَتْلِ المعاذير ِ
فَقُلْتُ كم زُرْتِ قَبْلِي عَاشِقًا دَنِفًا
وكم جَبَرْتِ ِ أحاسيسا لمكسور ِ
قَالَتْ ظُنُونُكَ إن صَحَّتْ فلا عَجَبٌ
فَالطَّبْعُ هذا رَفِيقٌ للمشاهير ِ
فَقُلْتُ لا تزعلي قَالَتْ : وما زَعَلِي
إلا لأني هنا أَخْطَأْتُ تقديري
قد مات قَيْسٌ وليلى بعد عَنْتَرَةٍ
وَأَنْتَ بِالْمِثْلِ تحيا شِبْهَ مقبور ِ
ولم نَجِدْ لمآسيكم في مَعَاجِمِنَا
يا شَهْرَزَادَ الهوى أَدْنَى التفاسير ِ
فَقُلْتُ يا شَهْرَيَارَ الشعرِ مَعْذِرَةً
مَاتَتْ عيوني كما مَاتَتْ تفاكيري
واستيقظَ الصبحُ لا يلقى لها أثَرًا
ولم تَعُدني مَلَاكٌ بِنْتُ عَمُّوري

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى