كتاب و مقالات

أزمة وهتعدي

بقلم / كواعب أحمد البراهمي
فيروس الكورونا أزمة صغيرا جدا وكبيرا جدا أيضا , وبالرغم من أن الفيروس قضي علي حياة بعض البشر في دول كثيرة , لكنني أعتقد بقدر كبير من الوعي سيمر بسلام علي مصر . مصر بالذات تختلف عن كل دول العالم من حيث شعبها والذي يمتلك كل حاجه معا , شجاع جدا أو مستهتر بالمرض , وعندما يمرض يتحول لكائن ضعيف يحمل الدولة المسئولية كاملة . أعتقد أنه بكثير من الحيطة ممكن نتجنب الوقوع في هذا الوباء , الحيطة علي المستوي الشخصي , لأنه ببساطة ماذا ستفعل الدولة في شعب لا يسمع الكلام ولو منعته من الخروج سيتزاور داخليا يعني كل عمارة هتنطلق للتعارف علي الجيران , بالإضافة إلي سكان المناطق الفقيرة المتلاصقون في المباني وفي الشوارع ,ولو نظمت الدولة عمل المولات في الأماكن الراقية وكيفية دخول الأفراد للتسوق فكيف لها تنظم المقاهي ومكاتب البريد والبنوك وتجمعات الأسواق في الأقاليم . حقيقة وبصدق الأمر فوق طاقة الدولة لأن المواطن رأسه حجر , ولا يهتم كثيرا بالأشياء الدقيقة البسيطة التي تحميه . فالإنسان طبيب نفسه أولا , فلابد من الإهتمام بالنظافة وغسل الأيدي بالصابون , وقرأت أيضا أن الليمون والثوم والبصل يقضي علي الفيروس قبل ظهور أعراضه ,لأن المشكلة فيه أنه يكون كامن بالجسم لمدة خمسة عشر يوما قبل أن تظهر آثاره . وفي فترة كمونه تنتقل العدوي فلا يعلم الشخص المصاب ولا الذي إنتقلت إليه العدوي إلا بعد تمكن المرض . أعتقد أن وضع كمامة مهم جدا جدا , ولو كانت صناعة يدوية خلال تلك الفترة التي حددتها الدولة , ولا نهتم برأي الآخرين لو أظهر بعضهم خوف منا , لأنه يعتقد وجود إصابة , بالعكس هي وسيلة للحماية من الإصابة . اتمني أن ننشر كمواطنين مع البسطاء ضرورة تغطية الأنف والفم , ( علي فكرة وأنا أكتب ذلك تذكرت الباعة الذين يمسكون الخضر والفواكه بأيديهم دون غسيل والخبز المفروش أمام المخابز في مواجهه المشترين دون إهتمام بأن يخرج من البعض رزاز أثناء الحديث ) . علي فكرة للأسف 95% من الشعب علي تلك الحالة , القلة القليلة هي التي تهتم بتغطية الخضروات والفواكه والخبز , وبمعني أصح المناطق التي يطلق علها الراقية , لكن الشعب المصري أغلبه لا يهتم و لو حدثت به عدوي لن تفرق بين منطقة ومنطقة وبين شخص وشخص . والأسوا حتي الحاصلين علي مؤهلات عليا عندما تحدثهم عن أخذ الحيطة , وعدم السلام باليد , تجد لا إهتمام وكل ما يقوله : ربنا يستر أما الأهم فهو الكف عن إلقاء المسئولية علي الدولة و كأنها عدو , لأن الدول الكبري هي أكثر دول أبتليت بهذا الفيروس , ولكن علي الدولة إتخاذ إجراءات حاسمة بمنع دخول السياحة , لن نبحث عن مكاسب مالية ونخسر صحتنا , فمهما كانت الإجراءات الوقائية قوية لم تمنع من دخول المرض لمصر , فربما إهمال شخص مسئول بالمطار أو عدم إهتمامه أو نسيانه أو أيا كان السبب قد تسبب فعلا في دخول الوباء , ونحن لسنا أقل حرصا من الدول التي أوقفت إستقبال وافدين أو سياح . خاصة أن الإعتماد يكون علي قياس درجة حرارة الشخص , فمن يدرينا لعل هذا الشخص أصيب قبل ركوب الطائرة من دولته مباشرة وأصبح حاملا لفيروس وغير ظاهر الأعراض . أنا قناعاتي الشخصية أنه لا يمت شخص لم يحن أجله , ولكن الله أوصانا بالأخذ بالأسباب وقال في كتابه ( وجعلنا لكل شئ سببا فأتبع سببا ) صدق الله العظيم . وأوصانا الرسول صلي الله عليه وسلم بالحذر فقد قال :إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ- وكذلك عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ  عنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا متفقٌ عليهِ.. روى مسلم في صحيحه: من حديث أبى الزُّبَيْر، عن جابر بن عبد الله، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لِكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، برأ بإذن اللهِ عَزَّ وجَلَّ». فلنأخذ بالأسباب وربنا يمنع عنا المرض ويبعده – نحن شعب أغلبه متوكل علي الله بكل يقين , وبإذن الله لن يضيعنا الله .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى